ومنذ 1995 يشكل وجود المارينز في اوكيناوا مصدر استياء شعبي ياباني مادام يوجد في هذه القاعدة وحدها نصف عدد الجنود المارينز ال 50 الفا المتواجدين في اليابان.
ولاسباب عديدة فان وجود قاعدة امريكية وسط جزيرة اوكيناوا يعني مخاطر ليس اقلها تلوث البيئة أو تزايد الجرائم .. فمخاطر هبوط واقلاع عشرات المقاتلات الامريكية يعني رفع التوتر للسكان الذين أيد 90% منهم اغلاق هذه القاعدة التي تشكل رقما صعبا في العلاقات بين واشنطن وطوكيو التي توصلت منذ ايام الى اتفاقية نهائية لاعادة تموضع القوات الامريكية في البلاد في اطار استراتيجية واشنطن لجعل قواتها اكثر مرونة في تلك المنطقة المهمة من العالم حيث يمكن من موقع قاعدة اوكيناوا الوصول الى اي مكان في شرق اسيا خلال اقل من 20 دقيقة.
وجاءت اتفاقية اعادة التموضع للقوات الامريكية اثر مظاهرات احتجاج غاضبة للسكان الذين يريدون ترحيلها الا انه ومع توثيق العلاقات الامنية بين اليابان والولايات المتحدة فان طوكيو مصممة على مايبدو على الخروج من قوقعة الدور السلمي الذي فرضه دستورها وبهذا المعنى فان اسهام اليابان بقوات دولية في العراق يشير الى توثيق تحالفها مع واشنطن مما يعني الخروج من دبلوماسية الشيكات الى المشاركة الميدانية.
فمن الصعب المبالغة في قيمة ارسال قوة يابانية قوامها 600 جندي غير مقاتل في العراق في تعزيز الانطباع بان اليابان تلعب دورا في الامن الدولي .. لكن ذلك يؤشر على تحول استراتيجي في العلاقات مع واشنطن فطوكيو ادارت ظهرها للاستياء الشعبي من القبضة الامريكية ووقعت اتفاق اعادة الانتشار الامريكي ودفعت ثلث النفقات المقدرة بعشرة مليارات دولار وتقديم قروض لتغطية ثلث النفقات ايضا.
وما بين القبول بالقواعد الامريكية ومعاناة الشعب الياباني فان طوكيو ماضية في تعزيز استراتيجية واشنطن العالمية لتمكين القوات الامريكية من تحقيق اهداف ادارتها في الهيمنة والسيطرة على مواقع النفوذ رغم مطالب اكثر الدول الموجودة فيها قواعد امريكية برحيل هذه القواعد.