في حال الأخذ بتجارب بعض البلدان التي تتباهى في قدرتها على جعل مدنها وقراها أشبه بالمتاحف, فإنه من الطبيعي الإجابة, بأن عمال النظافة يتحملون قسطا وافرا في هذا الجانب , غير أن الأمر الذي مازال يغيب عن أذهان الكثيرين , بأن المسؤولية في بعض الحالات والظروف تأخذ بعدا مجتمعيا أكثر منه بعدا فرديا, وبلغة أدق, فإن القضية تتعلق في القدرة على تجسيد مفهوم العمل التطوعي, الذي لا يأتي من خلال لغة الأوامر الصادرة عن هذه الجهة المعنية أو تلك.
ويمكن القول وبكثير من الحسم إن العمل التطوعي في سورية والذي ينطلق من مفهوم المبادرة الفردية مازال أقل بكثير من الطموح , فبعض الدراسات كانت وحتى وقت قريب, أشارت إلى أن أعداد المتطوعين وفي كافة المحافظات لا تصل إلى أكثر من بضعة آلاف من أصل (18) مليونا, ومقابل مثل هذه الحقيقة التي لاتبعث على الرضى, فإن فنلندا التي لا يصل عدد سكانها إلى أكثر من أربعة ملايين يصل عدد المتطوعين فيها إلى أكثر من نصف مليون وواقع الحال لا يختلف كثيرا في معظم بلدان القارة الأوروبية. والمعروف أن هؤلاء المتطوعين تقوم على رعايتهم والاشراف عليهم بعض الجمعيات والمنتديات الأهلية, أو حتى بعض الشركات الخاصة ورجال الأعمال في القطاع الخاص.. وبالمناسبة, فهؤلاء لا يقومون فقط بين الحين والاخر بحملات نظافة منظمة, وإنما يسهمون أيضا في تقديم يد العون والمساعدة بأشكالها المختلفة في حال تعرض بلدانهم لكوارث طبيعية, مثل الزلازل والفيضانات وليس انتهاء بالحرائق والعواصف.
ومن أجل الإسهام في جعل دمشق أكثر جمالا نسأل: ما الذي يمنع من صوغ بعض البرامج والقيام بأنشطة للنهوض بمفهوم العمل التطوعي?!... فصل الصيف مازال في بداياته وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.. ودمشق الجميلة تستحق أكثر..
marwanj @ ureach.com