أولها أن الإرهاب زائل لا محالة مهما حاولت منظومة دول العدوان دعمه وتبنيه وتأمين أدوات إجرامه من مال وسلاح وفكر متطرف.
وثانيها أن إرادة الشعوب الحية هي التي تنتصر في نهاية المطاف مهما كان حجم العدوان والظلم والقهر، ومهما ارتفع منسوب فائض القوة، لأن من يؤمن بحقوقه لديه الطاقة الكافية لمواجهة أعتى القوى الاستعمارية.
وثالثها أن أوهام المستعمرين لا مكان لها تحت الشمس، لأنها بنيت على الباطل، فالانتصار كان ضربة قاصمة لمشروع أردوغان العثماني وأوهامه الإخوانية، وصفعة مدوية لمشروع الهيمنة الأميركي، اللذين سرقا النفط والثروات، واحتلا الأرض، وحاولا رسم الخرائط على مقاسات أطماعهما الاستعمارية.
كما فرض انتصار الجيش العربي السوري في معارك الشمال تغييراً سياسياً ليس على صعيد الجغرافيا السورية أو رسم خطوط جديدة لسوتشي وآستنة تلجم أردوغان، التي انقلب عليها مراراً، بل طالت متغيرات المنطقة برمتها، وكل تكتيكات العدو على تخومها وفي قلبها.
ولعل إصرار السوريين شعباً وحكومة وقيادة على استكمال هذا النصر المؤزر بطريقين، أولهما متابعة المعركة العسكرية حتى تحرير كامل أرضهم من رجس الاحتلال والإرهاب، وثانيهما استكمال الانتصار والمحافظة عليه وصونه بالإعمار، هذا الإصرار جاء ليضيف أبعاداً أخرى تتعلق بقدرة شعبنا الفريدة على الصمود والبناء والنهوض من تحت الرماد، ربما يحتاج ترامب وأردوغان ونتنياهو وبقية أقطاب منظومة العدوان إلى الكثير من الوقت لفك شيفرتها ورموزها.