عين الكاميرا في الدراما كانت تبدو بدائية في امثال هذا النوع من الافلام..تكاليفها قليلة بالكاد تقدم أبسط المستلزمات..دون عناية فنية تذكر بمضامين الفيلم او البرنامج...بينما مانعيشه واقعيا أن عين الكاميرا حريصة على أن تتفنن وتعمق في اتحافنا واقعيا بكل هذا الكم من العنف.
تبدو الكاميرا وهي تتابع ما يحدث في شارعنا العربي بلا أي احساس هي لاتتجرد فقط من أحاسيسها بل ومن اخلاقياتها... تمضي لتخرق كل القوانين الانسانية والمهنية لتقدم للفضائيات وجبات من الدم،وجبات بالكاد تسد رمق هذه الفضائيات...
يبدو وكأن لاشيء بإمكانه أن يوقف سعيها.. إنها مصممة الى الحد الاقصى لايهمها عدد ضحايا عنفها الواقعي لايهمها ما الذي يحدث بشعوب هذه البلدان المهم أنها تستخدم هذا العنف للتدليل على صحة ما تقوله وما ترمي اليه..
وكأننا لاندرك أن كل هذا الدم المسكوب لايعنيها وانها تبحث عن مصالح.. عن خراب تقصدته..وشاركت به...
تتبارى في عرض الضحايا وتتسابق لتعرض القتلى يملؤون شاشاتها بكل هذا العنف الواقعي من جهة لكنها في المقابل وبعد انتهاء نشراتها الاخبارية او الحصة المخصصة لهذا البلد سرعان ما تنسى... وكأن لاشيء يحدث هناك!!
العنف الواقعي الذي نعيشه انما يستغل لأهداف سياسية، دونما أدنى ضمير تتسابق الفضائيات في زجنا في المزيد والمزيد منه....عودت المشاهد على رؤية جثث ملقاة على قارعة الطريق...على التجول بين القتلى وكأنها دمى مرمية...ولم تكن يوما تنبض بالحياة...
ها نحن نحيا على وقع العنف..على جريان الدم..فهل أسعدهم ما يفعلونه...هل يشعرهم ما يحدث أنهم نجحوا في مهمتهم أم أن ما سال من دماء لم يشبعهم حتى الآن...؟!!
soadzz@yahoo.com