خلف المنابر تقدم هذه النخب نفسها رائدة تطوير وتحديث, ولايمل رعاتها وابواقها في غرف الصناعة والتجارة الدفاع عنها كما لو انها رائدة حقا, ولايمل هؤلاء ايضا لعب دور المندوبين لبضاعة كسدت وثبت زيفها الف مرة, وسقطت في اختبارات الواجب والدور الوطنيين الفا اخرى ... ولايزالوا يتحدثون عن الحقوق والحريات !!
في الاسواق, حيث الاموال الراجعة الى جيوب ذلك البعض اضعافا, وحيث المواصفات والجودة المتدنية المتردية, هناك تختفي الريادة والوطنية ويحضر الاحتكار والغلاء, يتوارى مندوبو البضاعة, ويدفع المواطن الضريبتين بالوكالة عنهم : ضريبة الرياء والدجل الحاضرين ابدا, وضريبة الالتزام والوطنية الغائبين تماما.
تقول المصادر المعرفية ان النخب الصناعية والتجارية الاصيلة كانت دائما مواقع للابداع والتطوير العلمي والحضاري, وتقول التجربة التاريخية ان النخب الصناعية والتجارية الاوروبية, حين نهضت انهضت معها اوطانا وقوميات ولاتزال, حتى لو كان ذلك جزءا من مصالحها, فماذا فعلت نخبنا التي نتحدث عنها بالمقابل, سوى ممارسة الاحتكار وتهريب الاموال وغسيلها وتوطين ابشع ادوات الاستغلال لكل ظرف او فرصة ولو كانت عابرة ... انزلوا الى الاسواق وشاهدوا بأم العين انجازات هذه النخب على صعيدي الاسعار والجودة, نخب نشأت طفيلية وماتزال كذلك على طول العقود الماضية .. علقة لاتجيد سوى الامتصاص وصناعة التخمة .
في زمن الاقتصاد المخطط طالبت بالحماية فأعطيت, لكنها خانت الحماية والامانة وارسلت الى السوق اسوأ الانواع بأعلى الاسعار, اي حولت الثقة الى بنكنوت, وفي زمن الانفتاح واقتصاد السوق الحر, ايضا تطالب بالحماية من المنافسة, لكنها احتكرت وهربت وتلاعبت واعادت تحويل الثقة الى بنكنوت مرة جديدة !
ليس لأن ) الفرنجي برنجي), ولكن هذه وقائع نعيشها ونعانيها منذ خمسين عاما واكثر, ولعل وطأة مايدعيه بعض هذه النخب علينا من وطنية زائفة والتزام واه, اشد وانكى مما يمارسه ذلك البعض من عمل اقتصادي اشد زيفا وطفيلية يقوم على مبدأ الصفقة لا على مبدأ التراكم وصناعة التراث بعد ريادته .
اين الصناعي المبدع, واين التاجر النظيف .. يبدو ان لااحد يسمع ??