تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعد خراب البصرة

العقارية
الاثنين 3/9/2007
مروان دراج

بعض التصريحات والإجراءات التي تصدر بين حين وآخر عن مسؤولين أو عن جهات رسمية تثير الغيظ والحنق, لأنها تبدو كما لو أنها تسخر من الناس ومن قدراتهم العقلية,

فقبل أيام أصدرت وزارة الإدارة المحلية والبيئة تعميما طلبت بموجبه من وحداتها الإدارية والبلديات ومديريات الخدمات الفنية عدم إجازة أي تقسيم للأراضي الزراعية بهدف استثمارها في البناء, أو منح أي ترخيص بالبناء وقمع أي مخالفة.‏

نعتقد أن مثل هذا التعميم لايستحق التعليق بسبب عدم جديته وسيبقى مجرد حبر على ورق, ومع ذلك آثرنا تسطير بعض الملاحظات لأكثر من اعتبار وسبب..‏

أولا: هذا المضمون وذات الجمل والمفردات سبق للوزارة أن أصدرتها وذكرت بها عشرات المرات على مدار العقود الماضية, والطبعة الجديدة بكل حروفها وفواصلها ونقاطها, هي عبارة عن صورة (فوتوكوبي) عن التي سبقتها, ومازالت محفوظة في الأدراج لاستخدامها عند الضرورة, ولا نستبعد أن تكون الوزارة قد أصدرت التعميم من جديد, من باب تحسين صورتها تزامنا مع انتخابات الإدارة المحلية التي جرت قبل أيام.‏

ثانيا: حتى لو افترضنا, وهو افتراض غير واقعي أو منطقي, بأن البلديات والوحدات الإدارية سوف تأخذ التعميم الجديد على محمل الجد وتلتزم بتنفيذه حرفيا.., فأين المساحات الزراعية التي بقيت على حالها في محافظتي دمشق وريفها أو غيرها من المحافظات?! والأهم من هذا وذاك.., هل تخلصت المؤسسات الرسمية من سلوكيات الفساد وبات من المتعذر شراء ذمم البعض في البلديات والوحدات الإدارية..ثم ماذا عن العقوبات القانونية التي من شأنها جعل المخالفين يحسبون ألف حساب قبل التعدي على الأراضي الزراعية وتحويلها إلى كتل من الاسمنت?!‏

في حال العودة إلى القانون رقم 1 لعام 2003 والذي يعالج حالات تشييد مخالفات البناء, نجد أن العقوبة التي تتخذ بحق المخالفين, تتمثل في إجبار أصحاب المخالفات بتسديد غرامة مالية تتراوح بين 25 إلى 100 ألف ليرة.. وبات من المعروف, أن هذا الرقم لايعني شيئا على الإطلاق وهو من طرف الجيبة مادام أن الأرباح تعود على هؤلاء التجار بعشرات الملايين ,من مخالفة واحدة فقط.. بمعنى أو بآخر, وقف الزحف على الأراضي الرزاعية ليس مرهونا بالقوانين ولابالقرارات والتعاميم, وإنما في ضمان تطبيقها, ومثل هذا الأمر بات أشبه بالمستحيل في ظل تسيد ثقافة الفساد واستمرارها وتفاقمها.. نعود ونقول: حتى لو كان التعميم الجديد جديا, فإن صدور -وحسب المثل الشعبي الشهير- جاء بعد خراب البصرة.‏

marwnj@ureach.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  مروان دراج
مروان دراج

القراءات: 989
القراءات: 946
القراءات: 962
القراءات: 931
القراءات: 865
القراءات: 950
القراءات: 1164
القراءات: 930
القراءات: 952
القراءات: 1062
القراءات: 870
القراءات: 930
القراءات: 920
القراءات: 985
القراءات: 1073
القراءات: 1546
القراءات: 1009
القراءات: 926
القراءات: 1032
القراءات: 1019
القراءات: 1102
القراءات: 1072
القراءات: 1128
القراءات: 1200
القراءات: 1092

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية