إجابتان متناقضتان على هذا النحو الصارخ, تكشفان عن الحجم الهائل من مشاعر العنصرية ,ورفض الآخر التي تتملك (الإسرائيليين) عموماً في فلسطين المحتلة وتكشفان بالمقابل عن مدى الاستعداد النفسي لدى (الإسرائيليين) لبناء السلام على حساب الحقوق المشروعة للعرب عموماً والفلسطينيين في المقدمة منهم .
فالكيان الإسرائيلي الذي قام أساساً على إحلال يهود العالم محل شعب آمن مستقر في أرضه التاريخية, والذي مارس العدوان والترحيل وارتكب المجازر والجرائم الإنسانية المنظمة بحق هذا الشعب طيلة قرن كامل من الزمن, ويحظى اليوم بدعم كامل وغير مشروط من القوة الأعظم في العالم .. هذا الكيان يستحيل عليه ألاأن يكون عدوانياً وعنصرياً بطبيعته, ويستحيل عليه كذلك أن ينحو نحو السلام العادل, لأن ذلك يعني بالنسبة إليه افتقاده شروط حياته كاملة, من أرض استوطنها ليست له ,ومن حقوق اغتصبها من أهلها .
ماكشف عنه الاستطلاع الإسرائيلي يبدد مجدداً أي أفكار يمكن أن تكون صالحة لبناء السلام في المنطقة العربية, ويدلل على الطبيعة العبثية لكل مسعى أميركي في هذا الاتجاه يدّعي إمكانية نجاح الإدارة الأميركية الحالية بما هي عليه من تطرف وانحياز في إنجاز السلام خلال العام الحالي .