| لبنانويات في قصر الأمويين معاً على الطريق وبعيداً عن المؤدى والتفسير السياسي لحركة القذافي الضاحكة,والتي تحولت في الجلسة المغلقة إلى إصراره على عدم زج الملف اللبناني في إعلان دمشق,جراء غياب بيروت الرسمية عن المؤتمر, فإن المسألة اللبنانية كانت تعاني من هشاشة الحضور لولا بعض الإعلاميين اللبنانيين الذين كانوا يدسّون أنوفهم وأقلامهم بين الوفود وفي اللقاءات الجانبية,والدليل على الهشاشة تلك أن إعلان دمشق ضم فقرة من 27 كلمة فقط حيال المبادرة العربية تجاه لبنان, وبعد تدخل رئاسي سوري, وكانت قبلها فقرة بيضاء في اجتماع وزراء الخارجية العرب التمهيدي. يمكن لهذه الحقيقة, رغم بؤس السياسة وما يمثله الغياب من قتامة على قلوب لبنانيين كثر أرادوا حضوراً فاعلاً لأرزتهم قرب الحَور الدمشقي على بردى, أن لا تحكّ جربِ أوغاسابيان الحوري شهيّب مثلاً وقواعدهم الشعبية العريضة كالصحراء الكبرى,بأن الغياب اللبناني كان مدوياً وأرخى بثقله على القمة.. إنها مرة أخرى (سياسة التمعيز) التي يتقنها هؤلاء ومن يمثلون من أسياد وما تعتوره من جرَبٍ سياسي يريد أن يشرب من رأس النبع فقط ,وهو أعرج ويكاد يكون أعمى ,وتحت قاعدة أن لبنان الصغير هو مركز الكون ,فكيف لدول عربية )تعسة) أن تتجاهله وبوش يسعى على لسانه لمرقد عنزة فيه??!!. بعد الجلسة الختامية توقفنا قرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي كان يتنفس عميقاً , وسألناه عن المجيء إلى بيروت ومتابعة المبادرة , وعلى طريقته أيضاً قال ضاحكاً أنه لا يزال يحافظ على( شعرة موسى) بين الأطراف اللبنانيين ,تيمناً بشعرة معاوية, فتمنيت عليه أن تكون الشعرة قاسية ,في حين أن خوفاً كان ينتابني من أن شعرة معاوية لا تزال منذ ألف وأربعمئة عام تمسك بتلابيب السياسة والعلاقات العربية ,فهل نحتاج إلى سنين مثلها للربط بين القبائل اللبنانية?!. بين دمشق وبيروت (رمية حجر) أو (شلفة عصا) لم يستطع العقل (القزم) أن يقطعها لأنه غارق في أحقاده الحمادية ,وترك الفرصة تضيع لأنه أميّ لم يقرأ قول معاوية (شجاع إن جعلت الفرصة تواتني..جبان إن لم تواتني). ورغم كل شيء لا يزال الهوى اللبناني في دمشق (لحظ ُشآميةٍ رقَّ حتى خلته.. نفدَ). كاتب لبناني ghassanshami@gmail.com
|
|