وأسواق الهال هي التي تسيطر على تجارة الجملة,خاصة بالنسبة للخضار والفواكه وهي تحدد الأسعار وتؤثر في حركة المواد وتوزعها,وبنفس الوقت تؤمن حاجة المدن والضواحي والتجمعات السكنية من تلك المواد.والذي يقصد السوق في أي مدينة يشاهد تلك الحركة التي لا تهدأ أو الازدحام الكبير للأفراد والشاحنات ,ليل نهار.
ويقود تلك العمليات التجارية تجار تمرسوا بهذا العمل واكتسبوا خبرات كبيرة وتجذرت علاقاتهم وارتباطاتهم بأسواق الهال الأخرى,حيث يتم التنسيق والاتصال وتبادل السلع والمواد,وقد يكون لنفس التاجر وجود هنا وهناك أو شركاء يقومون بترتيب الأمور وإجراء الصفقات واستجرار المواد وتوزيعها,ولهم زبائنهم في المحافظات حيث توفر مواد لا تتوافر في محافظات أخرى,كما أن لهم زبائن من تجار المفرق,وذلك من خلال سلسلة من العمليات التجارية المستمرة..
وفي سوق الهال تختلف الأسعار بين تاجر وتاجر ولنفس السلعة والصنف وكل تاجر يعمل لكسب الزبون,لكن لا مفر لتجار المفرق فلا خيار أمامهم إلا الشراء,فالسوق هو المصدر الأساسي إن لم يكن الوحيد لتزويدهم بالمواد,وفي الجانب الآخر يأتي دور تاجر المفرق الذي يستجر من سوق الهال بسعر ويقوم بفرض سعر أكبر وربح كبير لمجرد أنه اشترى من سوق الهال وقد لا يبعد تاجر المفرق عن الهال كثيراً,لكن ذهابه يبرر له فرض السعر الذي يريد,وقد يكون ربحه في الكيلو غرام من البرتقال مثلاً أكثر مما يربح الفلاح المنتج الذي يخاطر في العمل الزراعي وينتظر عاماً كاملاً ليقبض ثمن تعبه وجهده وإنفاقه على العمليات الزراعية, هذا إذا لم يتعرض المحصول لعوامل جوية توقعه بالخسارة!!.
وهكذا يدفع المستهلك الثمن ويتحمل الغلاء وارتفاع الأسعار,في حين أن التاجر لا يتحمل أية مسوولية,فإذا ارتفعت الأسعار يرفع سعره,وإذا انخفضت(من يدري) فقد لا يخفض أسعاره!!.