وكان مسوغي الى ذلك هو القول بأننا (ما ناقضنا كذب) فهو لدينا متوفر, أو على حد تعبير اهل الكويت والامارات العربية المتحدة (وايد), أو كما يقول الفلاحون (دوكمه), أو عى حد تعبير الفلاحين ايضا: الكذب لأبو موزة!
بعد مضي هذه السنين كلها غيرت قناعتي حول عيد الكذب, وغيرت موقفي ايضا, وصرت اشارك فيه, لأسباب عديدة سوف اوضحها لكم فيما يلي:
أولاً: ان توقيت عيد الكذب يتزامن مع بداية الربيع, والربيع فرج ورحمة للمواطن, لاسيما المواطن الضويج الذي لا يستطيع ان يتحمل وقفة ثلاث ساعات في الكازية لكي يحصل على بيدونة مازوت تكفيه اربعا وعشرين ساعة. وأنا اعرف ان معظم المواطنين الفقراء يقتلعون المدافئ ويستغنون عن المازوت في هذا اليوم الجميل.
ثانياً: هذا النوع من الكذب يمكن تسميته (الكذب الصادق), فكل من يكذب عليك يسارع الى الاتصال بك ويقول لك: إياك ان تخاف أو ترتعب مما قلته لك, فهو لا يعدو كونه (كذبة نيسان) وما عليك إلا ان تأخذ الموضوع بروح رياضية.
ثالثاً: ان تخصيص يوم معين في السنة ليكون عيداً للكذب الصادق يعطي للمواطن العربي نوعاً من المناعة تجاه الاكاذيب التي يسمعها في ايام السنة الاخرى البالغ عددها 463 يوماً, وبموجب هذه المناعة يسارع الى الشك بكل ما يقال له خلالها.
الشيء الوحيد الذي يفسد علي سعادتي في عيد الكذب هو ان الاشخاص الذين كانوا يمارسون الكذب قديماً كانوا يتحركون لأجله ويقطعون المسافات, وبذلك يتنشطون بعد طول سبات شتوي, وأما الآن فأصبح الناس يقترفون الاكاذيب من دون ان يتحركوا من اماكنهم, وذلك بفضل الاختراع العجيب المسمى: الموبايل!
mardas@scs-net.org