تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أنا مع هذا الكذب

أبجد هوز
الأربعاء 2/4/2008
خطيب بدلة

في مطلع حياتي كنت انزعج من الكذب في اليوم الاول من نيسان انزعاجاً شديداً, وقد يصل الامر بيني وبين الصديق الذي كذب علي الى حدود الزعل والقطيعة عقوبة له على ما اقترف من اكاذيب لا تناسب صورته الوقورة التي احتفظ بها في مخيلتي,

وكان مسوغي الى ذلك هو القول بأننا (ما ناقضنا كذب) فهو لدينا متوفر, أو على حد تعبير اهل الكويت والامارات العربية المتحدة (وايد), أو كما يقول الفلاحون (دوكمه), أو عى حد تعبير الفلاحين ايضا: الكذب لأبو موزة!‏

بعد مضي هذه السنين كلها غيرت قناعتي حول عيد الكذب, وغيرت موقفي ايضا, وصرت اشارك فيه, لأسباب عديدة سوف اوضحها لكم فيما يلي:‏

أولاً: ان توقيت عيد الكذب يتزامن مع بداية الربيع, والربيع فرج ورحمة للمواطن, لاسيما المواطن الضويج الذي لا يستطيع ان يتحمل وقفة ثلاث ساعات في الكازية لكي يحصل على بيدونة مازوت تكفيه اربعا وعشرين ساعة. وأنا اعرف ان معظم المواطنين الفقراء يقتلعون المدافئ ويستغنون عن المازوت في هذا اليوم الجميل.‏

ثانياً: هذا النوع من الكذب يمكن تسميته (الكذب الصادق), فكل من يكذب عليك يسارع الى الاتصال بك ويقول لك: إياك ان تخاف أو ترتعب مما قلته لك, فهو لا يعدو كونه (كذبة نيسان) وما عليك إلا ان تأخذ الموضوع بروح رياضية.‏

ثالثاً: ان تخصيص يوم معين في السنة ليكون عيداً للكذب الصادق يعطي للمواطن العربي نوعاً من المناعة تجاه الاكاذيب التي يسمعها في ايام السنة الاخرى البالغ عددها 463 يوماً, وبموجب هذه المناعة يسارع الى الشك بكل ما يقال له خلالها.‏

الشيء الوحيد الذي يفسد علي سعادتي في عيد الكذب هو ان الاشخاص الذين كانوا يمارسون الكذب قديماً كانوا يتحركون لأجله ويقطعون المسافات, وبذلك يتنشطون بعد طول سبات شتوي, وأما الآن فأصبح الناس يقترفون الاكاذيب من دون ان يتحركوا من اماكنهم, وذلك بفضل الاختراع العجيب المسمى: الموبايل!‏

mardas@scs-net.org‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 849
القراءات: 993
القراءات: 898
القراءات: 1278
القراءات: 1278
القراءات: 1032
القراءات: 1452
القراءات: 922
القراءات: 1111
القراءات: 2086
القراءات: 1230
القراءات: 1065
القراءات: 1059
القراءات: 1457
القراءات: 1045
القراءات: 1150
القراءات: 1222
القراءات: 1263
القراءات: 1094
القراءات: 1314
القراءات: 1105
القراءات: 1260
القراءات: 1191
القراءات: 1245
القراءات: 1305

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية