وبعد نجاح القمة والدولة المضيفة في تجاوز المنغصات التي حاولت واشنطن زرعها في الطريق, فإن ما اتسمت به مناقشات القادة العرب خلال الجلسات المغلقة من صراحة وشفافية ازاء مجمل القضايا الخلافية بعيدا عن كل ضغط خارجي, ينبغي أن يكون مقدمة لإطلاق عملية سياسية عربية مكثفة تنتج آليات جديدة ليس لاحتواء الخلافات وحسب , بل لوضع إستراتيجية عربية موحدة في مواجهة المخاطر المشتركة والحد من تأثير العامل الخارجي في صياغة النظرة العربية بشأن تحديد هذه المخاطر وسبل التعامل معها , حيث لا يمكن الوصول الى هذه المرحلة دون مزيد من النقاش والحوار الصريح والهادئ بين العرب أنفسهم على غرار ما جرى في دمشق .
ولا شك أن إطلاق الدينامية الجديدة لتفعيل العمل المشترك لا يقع على عاتق رئاسة القمة وأمانة الجامعة العربية وحدهما, فهذه عملية تتطلب جهدا مخلصا من جميع العرب لأن ذلك يكاد يكون الخيار الوحيد المتاح أمامهم لتثقيل وزنهم واثبات جديتهم في مواجهة عدو يحتل أرضهم ,وقوى أجنبية تتربص بهم أرضا وثروات وتاريخاً وهوية مشتركة.