الرئيس بوش الذي تعهد بالعمل على تحقيق وتوقيع اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين قبل نهاية ولايته, عاد وأكد في خطابه الأخير من حال الاتحاد على تعهداته التي يمكن إدراجها في سياق الأكاذيب التي درج عليها وأركان إدارته منذ بدء ولايته الأولى.
فمن يطلق الوعود والتعهدات ويحاول خلافاً للحقيقة والواقع أن يظهر نفسه على أنه داعية سلام ينبغي أن يترجم ذلك بخطوات عملية أقلها طلب الايضاحات من الحكومة الاسرائيلية حول ما يصدر عنها من تصريحات تلغي كل أحاديث السلام وتقضي على احتمالات التوصل له.
نائب رئىس الحكومة الاسرائيلية حاييم رامون في آخر تصريحاته يقول:اننا نعتقد أن الرئيس بوش لم يتحدث عن اتفاق للسلام وإنما توقع التوصل لإعلان مبادىء, وإننا نعتقد أنه ليس مهماً أن يكون هذا الاعلان مفصلاً أو غير مفصل,أي أن يتضمن قضايا الحل النهائي أو لا يتضمنها!!.
ليفني وزيرة الخارجية تحدثت مؤخراً عن خطط وخيارات بديلة تعكف على دراستها ومفادها أنه يمكن المزج بين الخطوات أحادية الجانب والمفاوضات وصولاً الى القبول بترسيم حدود مؤقتة وطلب نشر قوات دولية على هذه الحدود لكن من دون البت النهائى بمسألة الحدود والقدس, ومن دون دفع ذلك الى الكنيست للتصديق عليه كي لا يكون ملزماً لاسرائيل في المستقبل.
واليوم تطلع بلدية القدس ومن ورائها حكومة أولمرت العالم على آخر مخططاتها الاستيطانية معلنة عن بناء عشرة آلاف وحدة استيطانية في المدينة المقدسة إحياء المخططات قديمة تم وضعها في العام 1997 عندما كان أولمرت رئيساً لبلدية القدس ونتانياهو رئيساً للحكومة.
هذه جملة من تصريحات علنية ووقائع تجري على الأرض ويتم الاعلان عنها في الاعلام, وما خفي أعظم, فهل تكون سبباً كافياً يدعو الادارة الأميركية الى إصدار بيان يكتفي بالتعليق أو يطلب بعض الايضاحات أم أن هذه الوقائع والتصريحات تعد سبباً كافياً لاثبات كذب بوش ومشاركته الفعلية في خداع الرأي العام بينما تجري عملية تصفية القضية الفلسطينية على نحو ما هو متفق عليه مع اسرائيل?!