وتوكيداً حازماً وقاطعاً للعالم يتجدد مع مطلع كل فجر ومغيب كل شمس,على عمق التجذر بالأرض وصدق الانتماء والولاء للوطن الأم,والتمسك بالهوية العربية السورية,والعهد على مواصلة مسيرة النضال و التضحية حتى النصر والتحرير .
وإذا كانت سياسة حكام تل أبيب المغطاة والمدعومة من قبل الولايات المتحدة وبعض الغرب السائر في ركبها,وممارسات القمع والتنكيل والحصار وإتلاف المحاصيل والمزروعات وزرع الأرض وأحياء بلدات وقرى الجولان وبين مساكنها بالألغام, لم تفلح طيلة أربعة عقود ونيف في كسر شوكة الأهل ومقاومتهم, وتثبيت أقدام الاحتلال خلافاً لقرارات الأمم المتحدة وجمعيتها العامة الكثيرة والمتكررة والدورية, تلك التي تدين وبما يشبه الإجماع استمرار الاغتصاب لهذا الجزء الغالي من الوطن, وتؤكد بطلان ولا شرعية الإجراءات الإسرائيلية فيه, فإن ذلك مرده إلى الصمود البطولي لأبنائنا,والذي يتعزز ويتقوى بموقف سوري مبدئي صلب, يصر على أن يظل الجولان في موقع القلب .
ولما كان السلام العادل والشامل لا يتحقق بغير استعادة الأرض والحقوق,ولا يستقيم دون العودة الكاملة للجولان, فإن سورية أبقت هذه المسألة في سلم أولوياتها,وتحركها الذي لم يهدأ على كل الأصعدة ,لبلوغ هذا الهدف الوطني والقومي الكبير غير القابل للمساومة والتفريط,وفي سبيل تحقيق انسحاب إسرائيلي غير مشروط,لا يكافأ فيه المعتدي ولا تمنح له صكوك البراءة,وهي لم تستنفد الوسائل بعد وكلها مشروعة, من أجل تحقيق ذلك وانتزاع الحق المقدس الذي لا يجادلها فيه أحد .
وهذا لا يعني بحال من الأحوال إعفاء المجتمع الدولي, ممثلاً بمؤسساته المختلفة وفي مقدمتها مجلس الأمن , من المسؤولية الأدبية والأخلاقية والقانونية, والتحمل الكامل لواجباته والتزاماته المنصوص عنها في الميثاق ,والتي تقتضي الانتصار لمبادئ الحق والعدل والسلام ,ونزع فتيل التفجير والمسارعة لتطبيق قرارات الشرعية الدولية بلا انتقائية ,وإلزام (إسرائيل ) الكيان العنصري المعتدي والغاصب , بالانسحاب من الجولان وسائر الأراضي العربية المحتلة الأخرى, والعودة إلى ما وراء خطوط الرابع من حزيران العام ,1967والتسليم للشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنية الثابتة والمشروعة .