التي تقترف في هذه الأيام - بنظرهم - جريمة افتتاح الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي.
ولكن كان من الملاحظ بالفعل أنّ انتقاداتهم واتهاماتهم هشّة جداً، وضعيفة بشكلٍ كبير إلى حدّ التلاشي، بل وإلى الحدود المُضحكة، وقد حاول بعضهم دعم تلك الانتقادات والاتهامات، بوابلٍ من الكلمات البذيئة والقذرة التي كثيراً ما تُشبههم، فكان لهذا النمط من الدّعم المزعوم مفعولاً عكسياً، ساهم بتهشيمِ ما كان مُكسّراً أصلاً بصورتهم البشعة.
فبعضهم قال : إن الحكومة السورية كانت مصرّة من أجل تبييض وجهها أمام الرأي العام الخارجي بأن تفتتح معرض دمشق الدولي، ولكنها عجزت أن تفعل ذلك أمام الرأي العام الدّاخلي، لأنه يعرف البئر وغطاه، فعلى الأقل كيف يمكن للسوريين، أو لما تبقّى منهم - كما يقولون - أن يركنوا لمسرحية الحكومة في افتتاح معرضٍ دولي باسم دمشق، في الوقت الذي تكاد فيه دمشق أن تخلو من السكان ..!!
يقذفون كلامهم هكذا كيفما يحلو لهم، غير مبالين بأبعاده، ولا يهمهم توافق هذا الكلام مع الحقائق، فالمهم أن يقذفوا به، حتى غدا بالفعل مضحكة ومحلاً للسخرية، فدمشق المليئة بالملايين بأهلها وناسها ومحبّيها، الذين تدفّقوا بمئات الآلاف فرحين مغتبطين إلى مدينة المعارض البهيّة، ليروا المعرض ويعيدوا أمجاد أيامه ولياليه ومهرجاناته، هؤلاء كلّهم لم يروهم، ورأوا فقط تلك الشاحنة المحملة بعشرات المواطنين على طريق المعرض، زاعمين أنّ الحكومة تقود الناس إلى مدينة المعارض، وهم يدركون جيداً أن اللهفة العارمة للذهاب إلى المعرض من أبناء دمشق والمحافظات كلها كان من الطبيعي أن يُحدِثَ ازدحاماً شديداً، والذين صعدوا إلى الشاحنة كل من رآهم يدرك أنه كان عملاً ارتجالياً جميلاً في أبعاده ومعانيه، صدر عن عشرات الشباب، ورأيناهم كيف كانوا يضحكون فرحين، فلم يعد يعرف أولئك المناهضين من أين سيخترعون الثغرات، وكلما اخترعوا واحدة، كانت مضحكة أكثر من الأخرى، ويأتي الرد من الأرض تلقائيّاً، ومن الوقائع المتراكضة، بأننا ها نحن هنا السوريين، لن نبالي بكم، ولا بمزاعمكم، وأكاذيبكم، أنتم خارج عقولنا واهتماماتنا، لأننا قرّرنا الاهتمام فقط في هذه الأرض المقدّسة، وهذا الوطن المتعالي فوق الجراح، وصرنا على إدراكٍ ويقين أنّ القصف بالكلمات الذي تقومون به، لن يكون إلاّ خلّبيّاً، وقتما يصطدم بذلك الحصن المنيع الذي استطاع الشعب السوري المكافح أن يبنيها بصبره وعناده ومقاومته للظلم والطغيان، موتوا بغيظكم، ونحن سعداء بالوطنِ والأرضِ والمعرض.