تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الــدور الـهـام

معاً على الطريق
الجمعة 19-12-2008م
قمر كيلاني

الدور الهام بل الأكثر أهمية الآن وفي هذه الظروف للعصر بأكمله وللعالم بأوسعه هو للثقافة وللإعلام.. ولعل الإعلام يسبق الثقافة لما له من سرعة انتشار ولما يحمله من أخطار..

فما إن يقع حادث ما في بلد ما جزئيا كان أو فرديا إلا ويتردد صداه في كل القارات على مدى المسافات.. وتبدأ الآراء والنظريات وربما الفلسفات أيضا أو الايديولوجيات تتحكم بالتحليل والتدقيق والتعليق.. لكن النتائج هي حصيلة آراء الأفراد سواء كانت انفعالية أم عقلية لأن هذا العصر رغم كل مآسيه هو عصر الشعوب.. وربما يُعبّر أي فرد بأي سلوك أو فعل أو ردة الفعل عن هذا الشعب.‏

فلماذا نسمح لأنفسنا بأن نجعل لكل شيء ثقافته ولكل شيء مبرره وعلته؟ فالثقافة هي روح الشعوب.. وهي عصارة تاريخها.. وهي الدماء التي تجري في شرايينها خلال قرون.. وهي مزيج من القوى الدينية أو الروحية ومن الفلسفات ومن كل معطيات الواقع الذي عاشه شعب ما فتغلغل فيه كما الماء في التربة وكما الوشائج في صلة القربى .‏

إن الثقافة هي الأصالة.. وهي الضوء في العيون على مدى القرون.. وهي الشرايين التي تحمل الدماء فتوزعها كرامة أو إباء كما توزعها أحيانا ذلة واستهزاء..‏

إن احترام شعب ما ينبع من احترام مثقفيه, وعلمائه, وأصحاب الرأي فيه, وكل ما يشكل الشخصية ولما يثبت عنوان الهوية.‏

ولقد سمحت لنفسي هذا الأسبوع أن أتجاوز عهدي ووعدي لدمشق العاصمة الثقافية بأن أدخل في هذا الموضوع يقينا مني أن دمشق هي عاصمة بلاد الشام.. تضم القدس ثانيا وتطل على كل عواصم الدنيا وتظل هي العليا.. ولا أدري بالضبط ولا غيري يدري ماذا كانت ردود الأفعال في دمشق لكل الأجيال..ولكن ما أعرفه أن دمشق رصينة رزينة وهي تزن الأمور دائما بميزان الحضور.. حضورها على الساحة الثقافية والإعلامية. كما أذكر أن بلاد الشام عموما هي التي أحبها المتنبي.. شاعري العظيم والذي ألجأ إليه عند كل حدث صغير أو عظيم وكأنه معي عبر الزمان.. أعثر على قصائد برمتها لكن ما يستأثر بي بيت واحد يقول فيه:‏

وتركك في الدنيا دوياً كأنما‏

تداول سمع المرء أنمله العشر‏

فها هو الدوي قد حصل في الدنيا بمعناها الأشمل والأوسع.. فهل هناك من لم يسمع؟ أما الصدى فهو بين السلب والإيجاب.. ولكل سؤال جواب.‏

وأعود فأقول إن علينا أن ننظر إلى ثقافتنا وإعلامنا قبل أن ننظر إلى ساحات معاركنا وسلاحنا..فلماذا تجدي أو أجدت الأسلحة أمام الضمائر وصراخ الحرائر.. وأمام مقاومة الشعوب للإرهاب الذي أصبح يهدد كل باب.. ويلاحق كل عربي أو مسلم بأوهى أو أضعف الأسباب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 قمر كيلاني
قمر كيلاني

القراءات: 4269
القراءات: 1345
القراءات: 1053
القراءات: 895
القراءات: 929
القراءات: 965
القراءات: 935
القراءات: 2727
القراءات: 1283
القراءات: 1027
القراءات: 1080
القراءات: 1275
القراءات: 1133
القراءات: 975
القراءات: 1004
القراءات: 1038
القراءات: 1017
القراءات: 1102
القراءات: 1294
القراءات: 1091
القراءات: 1018
القراءات: 1137
القراءات: 1157
القراءات: 1093
القراءات: 1109

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية