تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حروب اللائحة الإسرائيلية

البقعة الساخنة
الثلاثاء 12-1-2010
علي قاسم

تهديدات نتنياهو بعدوان جديد في غزة يشي بالكثير مما كان يقال حتى الأمس القريب همسا، ويعكس ما هو أبعد من التوقيت الذي تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية التي ما برحت تبدل من مواعيده وإن أجمعت تقريبا على فكرته، فيما تبقى جبهته وحدوده ومساحته عرضة للتحليل المتباين والمتناقض أحيانا.

وبالتالي فالصورة المرسومة تحاول ان توحي بأنها بالون اختبار يحتمي خلفه الإسرائيليون لقراءة الردود المتباينة عليه حتى في الداخل الإسرائيلي الذي لم يصحُ بعد من فضائح الأخطاء التي ارتكبتها إسرائيل في عدوانها الأخير، وفي الوقت ذاته يمهد الطريق لفعل لم يفارق يوما العقل الإسرائيلي المهووس بالحرب والعدوان حتى آخر لحظة.‏

المفارقة أن هناك من يعتبر أن المناخ السياسي في المنطقة والعالم لا يعطي أي غطاء ولا يوفر أي مبرر لجبهات العدوان أياً كان اتجاهها، لكن الواقع والتجربة يقولان عكس ذلك، فالمنطق الذي يفترض أن يقدم مثل ذلك التحليل، يبدو غائبا عن أي قراءة إسرائيلية تحتكم إلى ما يقرره طاقم الحرب في حكومة نتنياهو.‏

فحتى الآن لم ينتج منها سوى ما يشير بوضوح إلى عزم إسرائيلي على خلق معارك في كل الاتجاهات، وإذا كانت قد نجحت في افتعال الكثير منها على المستوى السياسي، فإنها على المستوى العسكري تعد العدة في أكثر من اتجاه، وثمة من يعتبر أنها فجرتها في أكثر من قرار أقدمت عليه. فمواصلة الاستيطان بهذه الطريقة إعلان حرب من الدرجة الأولى، وما يتعرض له الأقصى هو الآخر حرب مفتوحة، والتشريعات التي تقدم عليها أكثر من حرب، والتدمير المبرمج للسلام هو الحرب ذاتها.‏

ومع ذلك ليس في الأفق ما يوحي أن تلك الحروب المتفرقة قد روت عطش الإسرائيليين أو غطت اللائحة الإسرائيلية المعدة سلفا والتي استفتت حكومة نتنياهو الإسرائيليين عليها، كما أنها لم توفر حتى اللحظة المخرج من المأزق، فيما عجزت كل تلك الحروب عن الإجابة على الأسئلة الوجودية الأولى لهوية الكيان الإسرائيلي.‏

لذلك ليست تهديدات نتنياهو فقط حداً فاصلاً بين كل ما اقترفه حتى اليوم وما يخطط للإقدام عليه، بل هي أيضاً عملية تحريض أخرى لدفع المنطقة نحو أتون الانفجار من جديد، تكون فيها كل الحسابات المنطقية خارج أي اعتبار في العرف الإسرائيلي، وهو ربما الرهان الإسرائيلي القادم على تطورات الأيام القادمة.‏

حروب اللائحة الإسرائيلية التي تبدو قائمتها تمهيداً أولياً لسياق سياسي يرغب طاقم الحرب في حكومة نتنياهو أن يكون له فيه السبق، تشترط عناوين من تلك التي يتناوبون على طرحها وتسويقها، مثلما تقتضي أن تكون بالصيغة التي يطرحونها في مرحلتها الأولى على الأقل.‏

a-k-67@maktoob.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية