تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شيء من التفاؤل..!

قضايا الثورة
الخميس 29/12/2005م
علي قاسم

تجربة البرلمان العربي الذي انطلق عمليا بعد كثير من الأخذ والرد تستوجب التوقف, وتستدعي التمعن في دلالاته التي لاتنحصر في التوقيت, ولا في البعد أو القرب السياسي, بما يعنيه ذلك, بل أيضا في الأفق الذي يدشنه, وإن كانت هناك بعض الأصوات التي حاولت أن تنعي العمل العربي.

وفي كل الأحوال نحن أمام حالة جديدة يصعب تجاهلها, أو الركون إلى المناخ السياسي القائم للقول فيها ما اعتدناه في مسائل من هذا النوع, إذ تشكل التجربة تحديا موضوعيا وذاتيا أبعد من الفهم السياسي المتواضع الذي يراد له أن يسوق في هذه العجالة من حالات الاستهلاك للتجارب والأفكار والمحاولات.‏

فالجميع يدرك أن الخوض في النقاش حول إنشاء برلمان عربي استغرق وقتا طويلا, كانت تغلب عليه في أحيان كثيرة صيغة البحث عن تأكيد الذات القطرية بشكل من الأشكال,داخل أي تجربة أو فكرة ذات طابع قومي, وأتبع ذلك ضمورا مقلقا في عوامل الالتقاء القومي لدرجة أن الكثيرين ممن باعوا واشتروا في هذا النفق حسموا القضية مسبقا, وبينهم من نشر النعي.‏

لذلك كان التحدي هنا يعني مصادرة لكثير من المفاهيم العالقة, وفي الوقت ذاته يندرج في إطار القول إن حدود النجاح محسومة سلفا, وليس بمقدور البرلمان العربي أن يكون خارج نطاق التجربة المريرة التي تشكلت عبر عقود من التراخي.‏

وفي بعض الحالات كان الالتباس يرده البعض إلى محدودية الدور الذي تؤديه البرلمانات العربية في إطارها القطري, واعتبرها مقياسا للأخذ, بل والأساس الذي من خلاله يتم الحكم على الأفق الذي يمكن أن يذهب إليه البرلمان العربي.‏

وبالتالي كانت الحجة التي تذرع بها الكثيرون تتحرك في هذه المساحة للتغطية على عدم الجدية في تناول الدور المستقبلي للبرلمان العربي, وبالإمكان إيراد العشرات من الذرائع المرتبطة بها أو التي تدور في فلكها, ولا ننسى الدور التهميشي الذي صبغ موقف بعض الإعلام العربي الذي وصل في حالات كثيرة حد التشكيك بجدوى البحث في أي نموذج من هذا القبيل.‏

أما التحدي الأخر الذي لا يقل بأي حال عن الأول فكان يرتبط بالذهنية التي سبقت البحث في تفاصيل إطلاق المشروع, حيث بدت الطروحات وكأنها عملية استنساخ لحالة الفزع العربي من التلاقي ومن عوامل الاختلاف الناشئة عن خطأ الإدراك لمدى الحاجة لأي نوع من العمل العربي بشكل واقعي بعيدا عن الإدعاء والتنظير.‏

وهذه الذهنية عمقت في بعض الأحيان من المصاعب الذاتية ولعبت دورا تضخيميا لموقعها في عملية الإعاقة المتوقعة, ولا سيما فيما يتعلق بمساحة الدور الذي يمكن أن يؤديه البرلمان العربي.‏

ولكن في النهاية كانت عملية إطلاقه تعني قولا وفعلا تدشين مرحلة,ربما الأهم في العمل العربي والأكثر حضورا في ساحة الاهتمام الجماهيري العربي في المدى المنظور, كما سيكون موضع مراقبة دقيقة, بل ومؤشراً مهماً فاعلية الرؤية في إطار المنظور القومي.‏

لذلك لمسنا في كلمات الافتتاح الكثير من الإشارات الواضحة على إدراك معنى ذلك الانتظار, وحاولت الكثير منها الإجابة عن أسئلة مفترضة, لكنها حيوية وتشغل بال الشارع العربي, وقدم بعضها رؤية لا تفتقد الجرأة ولا الوضوح.‏

وفي هذا السياق لم يغفل أحد دلالة أن تكون دمشق مقرا لهذا البرلمان, بما يعنيه ذلك من احتضان دافئ سيضفي الكثير من عوامل الفاعلية, وسيضيف رصيداً مهماً للعمل العربي المشترك.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6985
القراءات: 906
القراءات: 1061
القراءات: 851
القراءات: 852
القراءات: 841
القراءات: 962
القراءات: 810
القراءات: 740
القراءات: 839
القراءات: 886
القراءات: 773
القراءات: 711
القراءات: 772
القراءات: 963
القراءات: 849
القراءات: 658
القراءات: 853
القراءات: 875
القراءات: 932
القراءات: 879
القراءات: 760
القراءات: 936
القراءات: 846
القراءات: 979

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية