| الكوز والجرة رؤية تبدل المواقف ترافق من هؤلاء (المثقفين) بهجوم واسع لم يبقَ ولم يذر, على الاشتراكية والدول التي تبنتها في يوم من الأيام, وعلى الفكر, مطالبين (برؤية) جديدة, تتماشى مع الواقع الجديد. تبدل المواقف بالنسبة للإنسان أمر مشروع تماماً, حين يكون هذا التبدل مبنياً على مواقف فكرية تم التوصل إليها من خلال الجد والاجتهاد والبحث الدؤوب في سلبيات وإيجابيات هذا الفكر أو ذاك, لكن المشكلة أن هذا التبدل لم يقم على هذه المعطيات, بل قام أساساً على أن هذا التيار رائج في فترة معينة فانساق هؤلاء وراءه, وعندما تبدل التيار السائد تبدلوا معه. لم يدرك هؤلاء, أن فكرة الاشتراكية لم تنتظر وجود دولة لتأخذ شرعيتها, ولن تذهب بذهاب الدولة, لأن الفكرة موجودة في جذور الفكر الإنساني منذ وعى الإنسان ذاته, فالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة والعيش بكرامة وغير ذلك من متطلبات الحياة الإنسانية لن تتغير أو تتبدل, وستبقى حلماً إنسانياً نسعى جميعاً إلى تحقيقه. لذلك لم يتأثر هذا الفكر بانضمام أولئك (المثقفين) إليه أو بخروجهم منه, والفكر الذين انضموا إليه لم يكسب شيئاً أيضاً, لأنهم لا يملكون شيئاً يضيفونه إلى الفكر السابق أو اللاحق, لكنهم كلما دق الكوز بالجرة, كانوا الأسرع بالتبرؤ من فكر لم يطلبهم يوماً, والسعي إلى فكر لم يطلبهم يوماً.
|
|