وماتزال الآنسة رايس تبتسم وتتجمل دون جدوى , ثم تتحدث عن الشرق الاوسط , وكما لو انها تشعوذ , عن محاور الخير والشر , وعن ( المعتدلون ) و( المدمرون) فتعيدنا , وبصنعة سينمائية بدائية , الى الويسترن الاميركي الشهير , وحيث حفنة الدولارات اغلى كثيرا من اكوام الجثث , ومن يدري .. فربما تأتينا غدا بثنائية )المتأرنبون والمتنمرون( , وبعد غد بثنائية ( المتنحسون والمتحسسون ) ?
اتساءل عما سيكون مصير مثل هكذا سياسات ومفردات تمارسها ادارة الرئيس جورج بوش واقطابها , لو لم يكن لهذه السياسات ارجل من قوة عسكرية ضاربة تخيف القاصي والداني , تسوقها وتفرضها وتتحول بها الى هراوة , واتساءل عن ذلك الشرق الاوسط الجديد الذي تريد الادارة الاميركية تصنيعه بأسلحة العصر وتقنياته , ولكن بعقلية الفسطاطين , عقلية القرون المظلمة . وكيف يمكن لهذا الشرق الاوسط ألا يكون مسرحا للدمى السياسية المتحركة بالخيوط , اذا كانت ادوات العقل الذي يدعي التدبير هي الفوضى والفتنة والتحريض , بعدما اخفقت الطائرة والصاروخ والقنبلة الذكية ?
رغم المشهد الاسطوري للمقاومة , الذي شهده الاميركيون بأم العين مؤخرا في لبنان , وتذوق مرارته حلفاؤهم الاسرائيليون بأرنبة اللسان , وهم الاقوى والاعتى والاخبث بين حلفائهم في شرقهم الاوسط الكبير القديم الجديد , ورغم انسداد افقهم السياسي , واحتقان داخلهم , واحتضار أجرائهم في لبنان والعراق , يفاجئك العقل السياسي الاميركي الراهن بتعويله الدفء والانتصار على اسمال فرواته المهترئة في المنطقة , تلك التي علكتها وداستها ومرغتها وبددت ماءها ودمها عجلة الولاء والعمالة لاميركا واسرائيل الف مرة على الاثر , يفاجئك هذا العقل وهو يعيد لملمتها وتنظيفها وصفها متراسا ورأس حربة , وهي الدمى المرتبكة المهلهلة المسلوبة المتحركة بالخيوط !!
قاتل الله الافلاس , وهو يعود بالتاجر الفاشل .. ولو كانت بضاعته الدم , الى اوراق دفاتره العتيقة المهترئة , يبحث فيها عن حرف ساقط او عن نقطة زائغة او عن مفردات لم يتسنى إعرابها من قبل ?!