وتمثل الاهتمام بالشعر بانتخاب أمير للشعراء وإقامة العديد من مهرجانات للشعر العربي في مختلف الأقطار العربية.
وأذكر أنه في فترة تصاعد الصراع كانت الإذاعات تبث الأشعار الحماسية تحت عنوان الشعر في المعركة ،وشارك بها كبار الشعراء منهم سليمان العيسى ويوسف الخطيب وصابر فلحوط ،كما كانت بعض الإذاعات تخصص فترات لبث قصائد حماسية بأصوات مذيعين من ذوي الصوت القوي مثل عبد الهادي البكار في إذاعة صوت العرب ،عندما كان للعرب صوت.
في عصر الفضائيات لم يعد الشعر كما كان من قبل ، ووصل التفاعل بين الشعراء والأحداث إلى أدنى مستوى له في تاريخ الشعر العربي ،وقد مرت خلال العقد الأول من الألفية الثالثة أحداث جسام في عدة أقطار عربية، وآخرها الهجوم الوحشي على أسطول الحرية ،ومن المدهش أن الشعر العربي كان غائباً عن تلك الأحداث،وحتى إذا حاول أحدهم مواكبة الحدث لا نسمع له صدى في وسائل الإعلام أو بين الناس.
وأرى أن سبب التباعد بين الشعر والأحداث عدم ظهور طبقة من الشعراء استطاعت ملء الفراغ الناتج عن رحيل الكبار ،وربما لأن ما قيل ليس من ذاك الشعر الذي يدخل في الوجدان ويثير النفوس ،والشعر كما نعرف إن لم يهزّنا عند سماعه فليس خليقاً أن يقال له شعر .
لقد كان الشعر العربي يصدر عن انحياز الشاعر لقبيلة والدفاع عنها ظالمة أو مظلومة، أو ليعبر عن مشاعره الفردية ،ولكن واقع الحال اليوم أنه لا في العير ولا في النفير .