تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رسائل دمشق ؟

إضاءات
الاثنين 19-1-2015
د.خلف علي المفتاح

لا يزال حديث السيد الرئيس بشار الأسد للصحيفة التشيكية «ليترارني نوفيني» يحظى باهتمام واسع في الأوساط السياسية والإعلامية والرأي العام في العديد من دول العالم وخاصة تركيز سيادته على مسؤولية ساسة الغرب عن انتشار الإرهاب

واتساع دائرته لتشمل القارة الاوربية وغيرها من دول العالم وعدم اكتراثهم من تحذير سورية لهم من ان دعم التنظيمات الإرهابية والحركات الراديكالية سيقويها ويجعلها تنقل إجرامها ونشاطها إلى دول العالم وخاصة مصدريه وحاضنيه ، وهو ما حصل فعلا حيث لمس العالم بعض نتائجه في فرنسا وبلجيكا والصين ومصر والسعودية واليمن وتركيا ودول غيرها كثيرة .‏

لقد وضع السيد الرئيس بشار الأسد رؤية واضحة لآلية مكافحة الفكر الارهابي والارهابيين بشكل علم ففي الاولى يستوجب الامر معالجات فكرية واقتصادية واجتماعية وتنسيقاً معلوماتياً وفي الثانية لابد من المواجهة بالقوة العسكرية لتعقب الارهابيين والقضاء عليهم كتنظيمات ومجموعات صغيرة كانت أم كبيرة ولاسيما أن الارهاب بات يتحرك وينتقل بسرعة فائقة وبوسائل غير نمطية بحكم التطور الحاصل في عالم الاتصال وحركة انتقال الأفراد وتبييض الاموال والاتجار بالمخدرات والاعضاء البشرية والسلاح بهدف توفير موارد مالية للتنظيمات الارهابية الى درجة ان البعض بدأ يتحدث ويحذر من حرب عالمية ثالثة بوسائل غير نمطية في اشارة واضحة لتنامي ظاهرة الارهاب العابر للحدود.‏

ان تغليب المصالح السياسية الشخصية لبعض ساسة العالم بشكل عام ودول الاقليم ودول اوروبا الغربية بشكل خاص على المصالح الامنية والحاجة للاستقرار العالمي هو الذي فسح المجال لاتساع دائرة رقعة الارهاب وتمددها سواء كان ذلك في سورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها من دول عانت من شروره، من هنا تأتي أهمية ما اشار اليه سيادة الرئيس من قصور نظر ساسة الغرب في مقاربة ما شهدته الجغرافيا السورية من إرهاب منظم ومدعوم من قوى اقليمية ودولية وازنة عسكريا واقتصاديا وسياسيا فالاعتقاد الخاطئ بإمكانية توظيف الارهاب لتحقيق أجندات سياسية ومن ثم التخلص منه هو تفكير قاصر وخاطىء ولعل ما حصل وتكرر في افغانستان والعراق وسورية هو شواهد حية على ذلك ، وهنا تبدو مشكلة بعض ساسة الغرب في أنهم لا يتخذون القرارات السليمة الا بعد أن يجربوا كل القرارات الخاطئة بعد ان تكون شعوبهم وبعض شعوب العالم قد دفعت فاتورتها وأثمانها الباهظة.‏

ان واقع الاحداث وتداعياتها وتمدد الافعال الاجرامية وتنظيماتها يستوجب بل ويفرض على اصحاب القرار السياسي في دول العالم التي تدعي الحرب على الارهاب وتدعو لاقامة تحالفات بمواجهته ان تراجع سياساتها الخاطئة وتصحح علاقاتها مع الدولة السورية وقيادتها السياسية بهدف خلق ارضية مناسبة توفر الظروف الموضوعية لعمل ذي طابع استراتيجي وشامل يؤدي حقيقة لا ادعاء الى مكافحة الارهاب واجتثاث شروره وبؤره وكذلك تجفيف منابعه في بلدان المنشأ والتمويل والاحتضان وهي معروفة جيدا ولا تخطئها عين، عندها يمكن للجميع التفاؤل الحقيقي في نجاعة النتائج والخلاصات .‏

khalaf.almuftah@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11279
القراءات: 1049
القراءات: 801
القراءات: 952
القراءات: 826
القراءات: 897
القراءات: 910
القراءات: 871
القراءات: 942
القراءات: 888
القراءات: 900
القراءات: 871
القراءات: 900
القراءات: 933
القراءات: 976
القراءات: 949
القراءات: 1039
القراءات: 1015
القراءات: 949
القراءات: 1012
القراءات: 948
القراءات: 981
القراءات: 999
القراءات: 1042
القراءات: 1248
القراءات: 1192

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية