عوامل عديدة لعبت دوراً في حرمان المواطن جزءاً من العناصر الغذائية الضرورية ومنها بيض المائدة ولحم الفروج، ويعود ذلك إلى ارتفاع جنوني تشهده الأسعار خلال الحرب الكونية المفروضة على البلاد، فارتفع صحن البيض من نحو 100 ليرة سورية إلى 800 ليرة، فيما قفز سعر الفروج المشوي من 200 ليرة إلى 2000 ليرة.
نعم ارتفع السعر ثمانية أضعاف لبيض المائدة، وعشرة أضعاف للفروج المشوي، ولكن يقول البعض إن انخفاض سعر صرف الليرة شكل عاملاً مهماً، إضافة لارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من صوص التربية إلى الأعلاف واللقاحات ومواد التدفئة، وهناك دور سلبي لسيطرة المجموعات الإرهابية على معظم مواقع التربية وتخريب المنشآت والقضاء على أحد أبرز الصناعات الغذائية التي حققت الاكتفاء المحلي، حيث سجل القطاع موقعاً بارزاً في مكونات المنتج السوري المصدر.
ما تقدم أسباب موضوعية لارتفاع أسعار منتجات قطاع الدواجن، ولكن هناك جهود بذلتها الحكومة حافظت على الأقل على توافر المواد الغذائية، ومنها منتج الفروج في الأسواق المحلية، ولا بد من هذه الجهود أن تلقى المتابعة والاهتمام، ويأتي في إطارها لقاء وزيري الزراعة والاقتصاد والتجارة الخارجية ومعاون وزير النفط مع المربين نهاية الأسبوع الماضي.
توصل الاجتماع إلى نتائج قادرة على تلطيف سعر المنتج، إن صدقت النوايا من القطاعين الرسمي والخاص، فالطرفان يتقاسمان المسؤولية، فكما لوزارات الزراعة والاقتصاد والنفط دور مؤثر في المعادلة السعرية، كذلك الحال بالنسبة للقطاع الخاص، فعندما يؤمن القطاع الرسمي المادة الأولية لصناعة الفروج من الأمات وبيض التفريخ وصيصان التربية، كما هو حال المؤسسة العامة للدواجن، وتكفل وزارة الاقتصاد مبدأ التكافؤ بين المستوردين، وتتيح وزارة النفط احتياجات التدفئة دون ابتزاز السماسرة، وتلتقي هذه الإرادة مع التزام المستوردين والمربين بقدر معقول من الربح، نصل إلى مخرجات مقبولة في صناعة لاقت العديد من العثرات مؤخراً.
باختصار.. إن تعزيز التشاركية بين القطاعين الرسمي والأهلي وبقاء لغة الحوار قائمة وقادرة على إنارة المواقع المظلمة وبذلك نتخلص من نمو الفطور السامة التي حرمت أبناء سورية العديد من احتياجاتهم الغذائية، فهل يعود بيض المائدة ومادة الفروج إلى الموائد؟؟؟ وهل تعود صناعية الدواجن كما كانت قبل الأزمة؟!