إن الحديث عن حل سياسي بهذا الزخم وعن مفاوضات في جنيف طرفاها السوريون من الحكومة والمعارضات الخارجية شيء ايجابي لأنه دليل على إخفاق القوى المعادية لسورية في تحقيق مشروعها بالإرهاب، وأيضاً يعكس وجهة نظر الدولة السورية التي دعت إلى الحل السياسي للأزمة منذ بدايتها وترك السوريين يصنعون مستقبلهم بأنفسهم.
الملاحظ أن الدول الداعية للحل السياسي ممن تآمرت على سورية ودعمت التنظيمات الإرهابية لها مواقف مختلفة ومتباينة من رؤيتها للحل السياسي للأزمة في سورية، وأيضاً تشد التصريحات المتناقضة لبعضها المتابع لدرجة يفقد فيها التركيز أو معرفة رؤية هؤلاء الحقيقية حتى يحللها ويفهم أبعادها والـمُراد من ولوج هذا الطرف أو ذاك إلى حلقة الحل السياسي بعد أن كان يعوّل على الإرهاب لتحقيق مراميه الشريرة في سورية.
ومع عدم إعلان أي دولة تدعم التنظيمات الإرهابية عن قرارها بوقف هذا الدعم السخي للإرهاب حتى الآن يكون حديثها عن المساهمة في إنجاز الحل السياسي مجرد كلام لا قيمة له، وتكون بذلك تعرقل الحل السياسي بشكل مباشر وغير مباشر.
إن شرط المساهمة في ايجاد حل سياسي للأزمة في سورية مرهون بوقف كل من السعودية وقطَر ومن يصفّ معهما وتركيا و«إسرائيل» وبعض الدول الأوروبية كفرنسا وبريطانيا وفي رأس القائمة الولايات المتحدة الدول -الداعمة للإرهاب- دعمهم التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق، وأي كلام آخر يصنّف في إطار النوايا السيئة لأنه لا معنى لأي حل سياسي كان إذا لم يتم القضاء على الإرهاب بشكل كامل.
إن عودة الأمن والاستقرار وسيطرة الدولة السورية على كامل التراب السوري شرط لازم لإنجاز وتنفيذ أي حل سياسي يتفق عليه السوريون، وغير ذلك يبقى أي فعل آخر منقوصاً وتستمر دوامة الإرهاب وتتوسع أكثر.
الأيام القادمة ستكشف مدى مصداقية الأطراف الداعية إلى إنجاز حل سياسي في سورية، ويعد غياب قائمة جامعة للتنظيمات والتشكيلات الإرهابية حتى الآن دليلاً على النوايا السلبية لبعض الدول التي تحاول تعويم عدد من التنظيمات الإرهابية تحت مسمى المعارضة المسلحة.
حتى اللحظة ورغم الحديث المتصاعد عن الحل السياسي لا تزال الكلمة الأولى والأخيرة للميدان، والجيش العربي السوري الذي يقول كلمته في كل الجبهات مصمم على دحر الإرهاب وإعادة الاستقرار إلى ربوع الوطن.