تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مليونية باريس إلى أين..؟!

خَطٌ على الورق
الثلاثاء13-1-2015
أســــــــــعد عبـــــــــود

رغم اهتياج كثيرين في العالم.. تأييداً... تضامناً.. فرحاً.. حزناً.. رغم انشغال وكالات أنباء العالم و قنواته الفضائية... فلعله لمما يثير التساؤلات أن تهتف أوربا الحديثة بالمسيرات «المليونية «؟! كان ظني أن هذه المليونيات صاخبة أو صامتة هي من حماسيات مجتمعات العالم الذي كان الثالث وأصبح خارج التصنيف؟! لكن يبدو أننا لسنا وحدنا الذين نتأثر بهم هم أيضاً يتأثرون بنا..؟!

تعبيراً عن المشاعر..؟! أوكي... هل كل من شارك في المسيرة هو فعلاً جاء يعبر عن مشاعره ضد الإرهاب؟ هل هو يتظاهر ضد الإرهاب في العالم أم في أوربا و تضامناً مع ضحاياه هناك و فقط...؟! إذاً هو لا يتظاهر ضد الإرهاب و ليس على استعداد لبذل أي جهد لمحاربة الإرهاب بل فقط لحماية مصالحه. و الاخطر من ذلك... أن يكون مستعداً لاستخدام الإرهاب أو نتائجه على الأقل لتوظيفه سياسياً.‏

إن نظرة واحدة إلى الخط الأول الذي تقدم المسيرة يتصدره بنيامين نتنياهو بما عرف عنه و عن تاريخه من إرهاب دموي لا يقيم أي اعتبار إلا للمصلحة الصهيونية، و يجرّ معه داؤود مسعود أوغلو رئيس وزراء تركيا المستمرة دون تردد في دعم كل نشاط إرهابي في سورية، و أيضاً ممثلي دول عربية يخجل الوجدان و يخجل الضمير من الربط بين مواقفها و مكافحة الإرهاب، تكفي هذه النظرة لفهم مستوى النفاق الذي مورس في المسيرة التي لا نعرف إلي أين ستصل و ماذا سينتج عنها...‏

هل يستطيع العالم محاربة الإرهاب بالمسيرات؟ حتى و إن كانت مليونية...؟‏

هل يستطيع العالم محاربة الإرهاب عن طريق رفضه في أوربا والقبول به في أماكن أخرى...؟ و ربما تشجيعه و محاولة الافادة منه سياسياً؟‏

هل في هذه المسيرة كلها عاقل متابع يقتنع للحظة أن تركيا و قطر والسعودية و قبلها جميعها إسرائيل هي ضد الإرهاب.. و بعيدة عن قيام داعش و النصرة و ملحقاتها...‏

بشكل أعم و أشمل: هل استطاع هؤلاء المتمثلون في المسيرة طرح مفهوم عملي لرفض الإرهاب بالعالم كله كيفما كان و اينما حل و ضد من توجه..؟!‏

عندما وقعت حادثة باريس الموجعة بجد و المرفوضة دون أي تردد أو أي شعور بالشماتة، قرأت لأصدقاء فيسبوكيين عبارات فيها شماتة.. ورغم قلة ماأكتب على الفيسبوك... أعلنت الحزن على ما قالوه و رفضت الشماتة و عزيت بالضحايا... كل الضحايا الذين سقطوا في باريس... في الأيام الأخيرة... ومازلت عند كلامي.. لكن أنا لست مجرداً من المشاعر.. وإذ أبكي ضحايا الإرهاب في باريس فإنني، من باب أولى أبكي ضحاياه من أهلي و أبناء وطني. هل يعقل أن أطرب لمليونية باريس تعلن رفضها للإرهاب في أوربا و أنا أعيش منذ أربع سنوات مع غطاء للإرهاب في سورية يشكله أكبر الرموز الذين شاركوا في المسيرة... لو فعلت لكنت كاذباً..دون شك...‏

ماذا قال المتظاهرون في باريس لمئات السيارات المتفجرة في المدارس و الشوارع و الساحات...؟ هل تجاوز الرفض و توتات لا تسمع في بعض الأحيان... و في معظم الأحيان.. كان التأييد العملي و الدعم من خلال تشكيل غطاء للإرهاب ما زال مستمراً.. من خلال التشكيك و تحميل المسؤولية لغير الإرهابي الواضح الصريح الذي يعلن عن جريمته دون خوف ساعياً إلى الجنة.‏

أمس في حمص قام إرهابيان علناً و بكل فخر و ابتغاء رضى الله و الجنة... بتفجيرات في تجمع مدارس... وكان المنظر الذي لا يقبله بشري... عجنوا عظام الأطفال بلحومهم بكتبهم و دفاترهم.. بمهج أهاليهم و مصيبة وطنهم التي هي بكل تأكيد نتيجة الإرهاب و كل ما عداه قابل للحل. هل تعالت أصوات قادة الصف الأول في مسيرة باريس...؟! هل سمعتم اعتراضات منهم... هل تظاهر العالم ليقول للإرهاب لا نقبل التعامل معك... أم إن ثمة منهم ومن أتباعهم من اعتبر نتائج الإرهاب، انتصارات لا يملون يتلونها على فضائياتهم..؟‏

يوم كان تلفزيون فرانس 24 ينقل ملاحقة الإرهابيين في باريس و كنت أتابعه.. كان على شريط الفضائية الفرنسية التي تبث بالعربية.. خبراً يقول إن السعودية جلدت علناً – أرجو الانتباه إلى علناً فهذه من أصل الحكم – مدوناً مئة جلدة لنشره ما يسيء للإسلام؟!‏

أيها الفرنسيون و الفرنسيات... أيها العالم المتحضر... من هنا يبدأ الإرهاب... من عقل يرفض الحياة بما أوجبته من جديد و يصر أبداً الاحتكام للماضي و رفض الحياة للفوز بالجنة...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية