تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الذئاب والحملان

معاً على الطريق
الثلاثاء 13-1-2015
خالد الأشهب

حين يخطىء امرؤ أو يرتكب حماقة فترتد عليه بعض نتائجها وتداعياتها فإن ذلك وبالضرورة ليس هو الدليل القاطع على أنه ارتكبها سهواً أو عفو الخاطر أو عن جهل!

يتسابق الكثير من وسائل الإعلام في هذه الأيام, ومنها فرنسية صرفة, إلى لوم فرنسا الإدارة والشعب, وإلى محاولات إثبات أن دعم « المسلحين» في سورية كان « سياسة خاطئة «, والدليل هو العمليات الإرهابية التي ارتكبت في هذا البلد خلال الأيام السابقة, وينتظر الكثير من هذه الوسائل أو يتوقع تغييراً انعطافياً حاداً في السياسة الفرنسية الخارجية تجاه سورية جراء هذه السياسة, ويدور الحديث عن ذلك بطريقة توحي مباشرة أو بشكل غير مباشر, بأن فرنسا ربما أخطأت.. لكنها ستعود عن خطئها!‏

فحوى هذا المشهد الكرنفالي الثرثار.. هي أن الخطأ الفرنسي بتسليح من تسميهم الإدارة الفرنسية « دعاة الحرية والديمقراطية « ليس متعمداً حتى وإن عاد بالنتائج الخطأ... وهي أيضاً أن فرنسا الشفافة والحضارية والمتمدنة لابد أن تكتشف فضيلة العودة عن الخطأ فتعود, أي أن النيات السياسية الفرنسية طيبة وإنسانية ومتفانية, لكن الأدوات المستخدمة في سبيل ذلك كانت خاطئة, وبالتالي فمن الواجب بالمقابل التماس العذر لها وإفراد الهامش السياسي المناسب لها لاكتساب هذه الفضيلة ؟؟‏

هل ثمة من يتوهم حقاً أن ثمة فارقاً بين النيات والأدوات في السياسة الفرنسية الخارجية تجاه سورية, وهل ثمة من يتوهم حقاً أن الفرنسيين ما كانوا يعلمون أن « دعاة الحرية والديمقراطية» أولئك هم أنفسهم فصائل ومجموعات المتطرفيين القاعديين أو الداعشيين حتى جاءت العمليات الإرهابية في باريس وغيرها ؟‏

وهل ثمة إعلام نظيف وغير خبيث يتبنى فعلاً نظرية النيات الطيبة والأدوات القذرة إياها ؟ فإذا كان مثل هذا الإعلام موجوداً.. وهو موجود, فهو طابور خامس وليس إعلاماً, وإذا كان ثمة إعلاميون يتبنون هذه النظرية فهم عملاء مأجورون بلبوس إعلاميين, ببساطة.. لأن من يدور الحديث عنها هي دولة عظمى بقوتها واستخباراتها وتقنياتها وكوادرها البشرية, ومن التفاهة والسذاجة الاعتقاد بأنها كانت مخطئة سهواً طيلة أربع سنوات, وأنها كانت تظن حسناً بأولئك التكفيريين المجرمين وتعتقدهم دعاة حرية وديمقراطية إلى أن وصلوا عاصمتها.‏

ومن غير الجائز اليوم القول أن فرنسا صحت أو أنها على وشك الصحو لما ارتكبت, فهي ما كانت نائمة أو غافية أبداً ولا جاهلة, بل متحفزة وتعرف ما تفعل بكل الدقة والإصرار, شأنها شأن حليفتها أميركا وإدارة الرئيس أوباما التي توصف أيضاً بالتردد والفشل السياسي.. وكما لو أن كل ما ارتكبته من تخريب وقتل وتدمير في سورية لم يكن وارداً في أجندتها السياسية ولم تكن عازمة عليه وعازمة أيضاً على الظهور فيه بلبوس التردد والفشل!‏

لماذا يتحالف البعض مجاناً أو سهواً... وجهلاً مع الذئاب وهي ترتدي أصواف الحملان ؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية