تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مقاربات أولية..

شؤون ثقا فية
الأحد 29/7/2007
علي قاسم

كل المصادفات التي شكلت في يوم من الأيام عنصراً مثيراً في الأعمال الابداعية, تتحول لدى البعض الى مجرد اشارات غامضة, لا تعكس بالضرورة أي دلالة, بل في بعض الأحيان ثمة من يستهجن التوقف عندها, باعتبارها حالات طارئة لا يمكن البناء عليها.

وانطلاقاً من تعميم الحالة, بدت الحالات المعاكسة تبتكر شروطاً وعوامل غالباً ما تكون بعيدة عن سلم أولويات الأدب, وهي في معظمها تجتر تجارب تبتعد بشكل واضح عن الشروط الحقيقية للابداع الأدبي, حتى شكلت بعضها ظاهرة استسهال تحولت مع الزمن الى مهنة رائجة تجري مقارباتها على نحو واسع.‏

وبغض النظر عن المبررات والذرائع والتي تشكك في جدية التجارب المقدمة, فإن ما يدعو للتوقف عنده في هذه الاطلالة ثلاث قضايا أساسية:‏

أولها: طبيعة النتاج الأدبي ومساحة الابداع الحقيقي فيه, ومن ثم مدى ملامسته الدقيقة لجملة من المتطلبات الفعلية التي يحتاج أليها الأدب..‏

وثانيها تنطلق من الحالة التي تخلقها أي مقاربة نقدية لذلك النتاج, وهي مقاربة في أغلبها تفتقد لموضوعيتها بحكم الموروث الثقافي الذي أباح وشرع وجودها.‏

أما القضية الثالثة فتتعلق بمنطق الحكم على التجارب التي تنتجها, وخصوصاً أن أغلبها يقع تحت بند الادراك المسبق بمحدودية الاضافات الجدية التي قدمتها تلك التجارب.‏

وفي مطلق الأحوال لا يبدو الاختلاف قائماً على منهجية النظرة والتي تعكس واقعاً مثقلاً بهمومه الاجتماعية المشبعة بالأبعاد الثقافية وصولاً الى الغاية الفعلية من الطرح الذي يتناولها, وانما يتركز بمعظمه على النتائج التي آلت إليها تراكمياً وصولاً الى ما عكسته نوعياً, وهي في كل حالاتها ترسم ظلالاً من الشك وحتى الريبة على مهنة الابداع بحد ذاتها, إذ يصعب تخيل هذه المهنة دون تضافر شروط موضوعية طالما شكلت في الحد الأدنى, متطلبات القبول بوجود أي مهنة.‏

وحين تبدو المهمة صعبة في ظل معطى ثابت لايتبدل على أساس أن الابداع لايلتزم بشروط ولا يقبل أنصاف حلول في معادلاته الأساسية, فإن أي مقاربة تغفل هذه الحقيقة تشكل في جوهرها تعدياً على الأدب وعلى الابداع في الآن ذاته, ولكنها بالمقابل لا يصح أن تكون مبرراً للغوص في مبررات وذرائع لتشريع ما هو خارج التشريع.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 29/07/2007 02:26

أعتقد لو طلبنا من الكاتب أن يعيد علينا من الذاكرة ماكتبه في هذه المقالة ,لقال أشياء متباينة ومغايرة, ثم لو طلبنا منه بعد يومين أن يعيد علينا ماكتبه فسيأتي بمتغير جديد وهكذا دواليك, فأنا أشعر أن في رأس الكاتب فكرة صاغها مقالة قبل أن تكتمل. بل وأكاد أجزم بأني لو اقتطعت عبارة أو إثنتين ثم واجهت بهما الكاتب بعد أسبوع أو إثنين لما ربطهما كما ربطهما في هذه المقالة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية