| السير في جادة ماديسون حدث وتعليق لجوء الجيش الاميركي الى خبراء الاعلان والتسويق يأتي في اعقاب فشل محاولة سابقة للادارة الاميريكية في هذا المجال تذكر بالمستشارة كارين هيوز التي كلفها بوش بهده المهمة , ووضع بتصرفها طواقم عمل دبلوماسي واعلامي واسع وميزانية خاصة جرى تبديدها من دون جدوى. الفشل المتوقع للدراسة والتوصيات الجديدة لايبدو غريبا , لكن الغريب والمستهجن في الامر النظرة والتحرك الاميركي باتجاه شركات الاعلان بعد فشل الدبلوماسية في الترويج لبضاعة فاسدة لن تنجح في تسويقها شركات التسويق و لا وسائل الاعلام. والمثير في الامر ايضا ان التقرير الذي يوجه النصائح للجيش الاميركي ويرسم له خارطة طريق لتلميع صورته يقول : ان كل منتج له هوية وسمعة وانه كما العديد من الشركات التجارية تضطر احيانا لتغيير صورة لها لا تعجب الرأي العام , فإن على الولايات المتحدة ان تعمل على تعديل صورة جيشها. فالادارة التي تود تصدير ديمقراطيتها الفاسدة بالنار والحديد تريد تعديل صورتها وربما مواصفات منتجها غير الرائج , والجيش الاميركي الذي ينتج القتل والدمار في العراق وافغانستان , ويعمم مع ادارته الفوضى واللااستقرار في المنطقة والعالم يراد من ذهابهما الى الاعلام وشركات التسويق ان تعيد تقديم منتجاتهما تحت عناوين اخرى او بأغلفة مختلفة. والسؤال هنا : هل بلغت هذه الادارة من الغباء والسذاجة مستويات تجعلها تنظر الى السياسة ومردودها نظرة سلعية استهلاكية ام ان في عدم اخفاء لجوئها الى شركات الاعلان والتسويق لمعالجة اوضاعها الصعبة رسالة تعمدت توجيهها الى العالم والرأي العام , وتريد من خلالها تغيير انماط ومفاهيم السياسة الدولية والثقافات المحلية والعالمية في اطار سياسة العولمة?!. *جادة ماديسون : شارع معروف في مانهاتن يغص بالشركات الاعلانية والتسويقية .
|
|