و كل من يقف ومن لا يقف على عمق ما يواجهه قطاع إنتاج وتوزيع الكهرباء من أعمال ارهابية قد يسأل، ومن حقه أن يسأل: هل لدينا فوائض كهربائية كبيرة، وهل الكهرباء رخيصة الى الحدود التي تجعل من المسؤولين عن إنارة الشوارع في مدننا و بلداتنا في حالة استرخاء وغير مهتمين بأمر إطفائها نهاراً ؟!
لا نسوق هذه الأسئلة الاستنكارية من فراغ، وليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن استهتار المسؤولين «في الكهرباء، في البلديات، في المحافظات، و لا ندري أين بالتحديد» عن تشغيل و إطفاء الأنوار في الشوارع، ولا ننتظر رداً من أي جهة، و خاصة إذا كان الرد سيشدد على وجود تعليمات واضحة بإطفاء انارة الشوارع مع شروق الشمس و إعادة تشغيلها مع الغروب !!.
لا ننتظر رداً من أحد؛ ولا نصدق أننا وحدنا من نرى الشوارع منارة نهارا؛ ولا يمكن أن نجد أي مسوغ لمسؤول عن الكهرباء في بلدية أو محافظة أنه ربما لم ير، أو أنه ربما لا علم له بذلك؛ إلا إذا كان يعيش على المريخ أو خارج المدينة أو المحافظة المسؤول فيها وعنها ؟!
و إذا كنا لا نمتلك حق تخوين أحد؛ أو اتهام أحد بالهدر والتخريب المتعمد، فإن من حقنا جميعاً أن نسأل ونتساءل، و نطالب بانزال أقصى العقوبات بحق من يسيء للوطن و الاقتصاد و العاملين في قطاع الكهرباء سواء من خلال تقصيره في العمل، أم من خلال تخليه عن القيام بواجبه، وعليه أن يعرف أن المشهد المشار اليه ( إنارة الشوارع نهاراً ) هو مشهد أقل ما يقال فيه أنه مشهد استفزازي لن نسمح باستمراره، و سنرفع الصوت ألف ألف مرة ضد المستهترين وصولاً الى نتيجة.
الدولة تدعم الكهرباء؛ والعاملون في القطاع يبذلون العرق والدم - اليوم وسابقاً - لتوفير خدمة الكهرباء في أربع جهات الوطن؛ فلماذا يصر قلة من العاملين هنا وهناك على الاساءة الى هذا القطاع، ولماذا يصر البعض على هدر الطاقة في وقت نحن أحوج ما نكون لها، واذا كان هذا البعض يتجاهل سياسة ترشيد استخدام الطاقة؛ ولا يعي أسباب برامج التقنين؛ ولا يدرك أبعاد هذا السلوك و انعكاساته على المجتمع، فما الخطاب الذي سنتوجه به الى المواطن، وهل ننتظر منه الالتزام بترشيد الاستهلاك؟
نضع هذا المشهد الاستفزازي برسم السيدين وزيري الكهرباء والادارة المحلية؛ و السادة المحافظين و رؤساء مجالس المدن والبلديات، و لا ننسى أن نوجه التحية والتقدير للعاملين في قطاع الكهرباء على الجهد الكبير الذي يبذلونه والذي ينطوي على روح وطنية تتحدى الارهاب وداعميه بالإصرار والتصميم على البناء.