تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وعينا بما نقرأ

من داخل الهامش
الاثنين 2-12-2013
 ديب علي حسن

القراءة مفتاح المعرفة الأول والطريق الدائم نحوالارتقاء بمهاراتنا ومعارفنا، القراءة سجل من التراكمات التي تثري أفكارنا وتقودنا نحو آفاق أكثر اتساعاً وشمولية..

ولكن أي قراءة نعني..؟ وكيف لنا أن نتمثل مانقرأ وأن نبني عليه؟!.‏

القراءة كفعل معرفي حقيقي هي التي نعنيها ونتحدث عنها مفهوماً ومصطلحاً.. القراءة بألوانها وأنواعها تقدم لك معلومة ما، ولكن ليس هذا المهم أبداً بل كيف أنت تتمثل ماتقدمه قراءاتك وإلى أين تقودك، وأي السبل تسلكها في تفكيرك؟!.‏

ثم علينا أن نسأل: ماذا نقرأ ولماذا نقرأ؟‏

في معنى القراءة المعرفية ثمة علاقة جدلية تثري الحياة والحوار وتغني كل جوانب التفكير، فمن يقرأ بالمعنى الحقيقي للقراءة لايمكن له أن يتجمد عند حدود معينة، ولايقف عند انكسارات تدمر وتخرب.. القراءة تعني أنك تعيش الماضي والحاضر وتفتح عقلك للمستقبل، بالقراءة الواعية الحقيقية تكتمل مهاراتك النقدية، تميز مابين الحقيقي والزائف.‏

كثيرون هم الذين كدّسوا المجلدات في منازلهم وزينوا صالات استقبالهم بمكتبات يحسدهم عليها الكثيرون، ولكنهم لا يعرفون مما كدسوه إلاأنها منظر، أومظهرمن مظاهر المباهاة والادعاء.. وآخرون كثيرون قرؤوا واقتنوا كتباً، وتابعوا، ولكنهم غاصوا في الاتجاه الآخر لم تنفعهم قراءاتهم ولم تكن إلا زيفاً، فمن يقرأ ويزداد تعصباً ويزداد انغلاقاً يسد منافذ الحوار والقدرة على المحاكمة المنطقية، مثل هؤلاء موجودون بيننا، يعيشون، يصولون يجولون،بل يجادلون بما قرؤوه وانحرفوا به عن معانيه الحقيقية.. وهنا نسأل: هل أتى هذامن فراغ.. وهل يتجه إلى فراغ؟!.‏

بالتأكيد هذايقودنا إلى القراءة الأولى الواعية الهادفة الموجهة، قراءة المعرفة والعلم والمتابعة..‏

اليوم تبدو مسألة القراءة في حياتنا وكأنها صارت من الماضي لم يعدالكتاب خير جليس في الأنام ولم يعد فعل القراءة عملاً يتباهى به التلاميذ والطلبة وحتى الأساتذة والباحثون.. إذ غالباً مايغلق هؤلاء منافذ القراءة حين يحصلون علىشهاداتهم التي يريدون وبذلك يغلقون نوافذ المتابعة، فكم من مدرّس وأستاذ جامعي وإعلامي لايعرف آخر مايحصل في اختصاصه من تطورات ومعطيات..‏

إنها أزمة القراءة في كل الاتجاهات، في فهم مانقرأ وفيمانقرأ ومانريد أن نقرأه، القراءة فعل معرفي حقيقي لسنا قريبين منه أبداً، لابمعناه ولابمبناه، ننتج كتباً وننشر القليل منه يحمل فائدة ومعنىً، وزمننا المهدور الضائع نقضيه أمام شاشات التلفزة، وفي مماحكات التواصل الاجتماعي، وزمننا المخصص للقراءة ربمالايتجاوز بضع ساعات في العام، وربماكان قراءة عناوين فقط، للمباهاة الفارغة ماأحوجنا اليوم إلى قراءة المعرفة والمعنى، لاقراءة اللسان وحدها.‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 657
القراءات: 658
القراءات: 684
القراءات: 579
القراءات: 597
القراءات: 673
القراءات: 719
القراءات: 689
القراءات: 561
القراءات: 765
القراءات: 650
القراءات: 640
القراءات: 624
القراءات: 646
القراءات: 631
القراءات: 581
القراءات: 702
القراءات: 604
القراءات: 673
القراءات: 647
القراءات: 710
القراءات: 683
القراءات: 703
القراءات: 622
القراءات: 672

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية