تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أهمية.. لاتزول!

رؤية
الاثنين 2-12-2013
 سعاد زاهر

تكاد في كل لحظة تسمع صوت هدير صاخب، هربك من لقمة العيش في السابق ومن موت عبثي يهاجمنا الآن.. يشل ذهنك.. تستغرب في اوقات عديدة تفكيرك في ترف القراءة.. لكن حين تمسك بالكتاب.. ويأخذك بعيدا عن جنون العالم وفوضاه المرعبة.. كيف يريح ارتباكات وينقلك من حال الى أخرى..

اخترته.. لتذهب معه في رحلة ذهنية، بمفردك.. لاحاجة لتفكر ان كان مخادعا أو صادقا معك.. هو بكل صفحاته بين يديك واضح.. شيق.. آمن.. بعدها وبعد رحلات كثيرة من هذا النوع.. ستشعر انك مختلف.. كليا عما كنته قبل رحلاتك الفكرية تلك..‏

ليس من السهل أن تنساق.. قد تتعاطف.. قد يفوتك شيئا ما، لكن ابدا لن تتماهى وجهات نظرك مع الآخر.. ليأخدك الى حيث يريد لاغيا كينونتك..‏

حين تتعمق في فكر المبدعين.. يتركون لك خيوطا كثيرة لفهم الحياة.. لكن ايا منها لايجرك الى عنفها.. الى خراب بات زادنا اليومي.. إلى اقتتال يدمي قلوب الامهات.. ويكسر ظهور الآباء..‏

كتاباتهم.. تعلمك كيف تتعاون معه.. كيف تعينه ان ضل على الهداية.. أن تفتح ذهنه على شكل جديد للحياة.. على محبة لاتنتهي..‏

الاختلاف لايعني الموت.. الاحادية هي الموت الحقيقي.. وعالمنا المفتوح.. لم تعد تقبل بتقييد الذهن.. ولابدهاء واقعي يتذاكى فيه الاغبياء..‏

الكون المفتوح.. لم يحد قراءاتنا.. بل بدل شكلها.. ولن يتمكن يوما من الغائها.. قلة هي الاشياء اليقينة في الحياة.. ولكن القراءة احداها...!‏

حاجتنا اليوم اكثر من اي وقت مضى لها..‏

تبدل شكلها.. تبدلت طرقها.. لم يعد الكتاب الورقي هو الاساس، ولم تعد الورق بكل اشكالها.. جالبة لمتعة القراءة.. لكن لم نعد نحتاج لحمل ثقيل لنستمتع.. بات بامكاننا أن نملأ أداة صغيرة بآلاف الكتب، لنستغني عن مكتبة صخمة.. تمتلئ رفوفها بالغبار.. كل ذرة فيها تعيدنا الى حنين ورمانسية مضت..‏

في عالم الالكترونيات.. انت مع شئ مختلف.. لاشك أن عدد ساعات القراءة عند كثر قد ازدادات.. لكن ماهي نوعيتها...؟‏

وهل يتمكن عالم الانترنت بدفقه اليومي الهائل أن يضمن وصول مضامين تغني وتطور الشخصية وفقا لاحتياجات مجتمعنا..‏

مانعيشه على الانترنت في معظم الاحيان يتسم بسطحية مذهلة.. يبرز فيها الشخصي الممل.. باعتباره نوعا من التواصل.. بحيث يبدو غارقا في ترويج ساذج.. يبهر البعض فيقلدونه.. أنت مع افكار يومية هائلة.. لكن صدفة قد تتلمس فكرة تشبه ما أتانا بها أحد المبدعين.. تشبه.. لاتبدع!‏

..وأنت مع هذه الآلة الصغيرة ورغم انك وحدك.. تشعر انك في عالم مضطرب.. الكل يريد أن يفرض رؤيته ومزاجه.. هو الآخر يهجم عليك عبر موقعك.. يهجم بأفكاره.. يرميها.. ولمجرد قدرته على نشرها وامكانية وصولها الينا.. معتبرا اياها.. ستغير العالم..‏

العالم يتغير بنا جميعا...الاقصاء لايبدل شيئا.. بل يقودنا الى تلك المعارك الخرقاء.. ولكن ليتها مبنية على صراع فكري.. على اختلف فكري عميق الهدف منه.. التطوير.. ليس الا..‏

للأسف عالمنا الافتراضي انتقلت اليه عدوى الواقعي.. بل بات أكثر هشاشة..! تضيع يوميا في متاهة القراءة الاكترونية.. لكنها قراءة هشة.. تلتهم وقتك.. تستنفد فرصك في الارتقاء.. وتغيبك في متاهات الآخرين.. وقد يدخللك البعض في متاهات دروبهم الضيقة...!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11144
القراءات: 755
القراءات: 803
القراءات: 764
القراءات: 924
القراءات: 766
القراءات: 786
القراءات: 746
القراءات: 746
القراءات: 775
القراءات: 804
القراءات: 779
القراءات: 811
القراءات: 811
القراءات: 838
القراءات: 871
القراءات: 854
القراءات: 872
القراءات: 843
القراءات: 905
القراءات: 860
القراءات: 909
القراءات: 917
القراءات: 929
القراءات: 723
القراءات: 783

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية