نالت قبل بضعة أيام جائزة «برودكاست برو للشرق الأوسط» كأفضل إنتاج طويل،
والغريب أن المسلسل نال الجائزة من بين 70 عملاً كانت تتنافس في الفئة ذاتها، وذلك خلال حفل توزيع الجوائز الدورة الرابعة التي أقيمت مؤخرًا فى دبى.
إذا كان الهدف من إنتاج المسلسلات الطويلة،مساعدتنا على طرد الملل، وترسيخ قيم معينة فمسلسل الأخوة.. لم يتمكن من فعلها...
وإذا كان الهدف إسقاطات بعيدة المدى فهي أيضا لم تصل.. فرسائله لم تصل..
ربما كان الهدف تكريم أفضل مسلسل مستنسخ عن الدراما المكسيكية... أي تغريب تتجه إليه درامانا العربية؟
ولكن هل تستحق أمثال هذه المسلسلات أن تنشأ لأجلها جوائز...؟
مجرد ثرثرة تلفزيونية.. أتتنا بشكل أنيق، ضمن فضاء تلفزيوني بات يتقن تقديم مضامين فارغة بأساليب شكلانية تخطف انتباه البعض ممن ترتكز عليهم لتقديم دراماها المائعة حد الاستفزاز..!
هل معنى الجائزة أنها ترغب في تكريس هذا النمط الكارثي من الدراما..؟
المشكلة الكبرى هنا أن مداخيل باهظة تدفع لإنتاج أمثال هذه الأعمال التي لاتمتلك أي معنى حقيقي يمكن أن يضيف أو يعطي قيمة أو إنارة ما.. بينما يغيب أدنى مقدار من التمويل لأعمال جادة، بإمكانها حرف اتجاهات الوعي نحو منابع تنويرية حقيقية..!
إن تكريس هذه الأنماط لاشك أنه يأتي ضمن حالة متكاملة من التخريب، إن لم يكن متعمدا، فهو يدل على قصور فكري كبير لدى القيمين على أمثال هذه الأعمال، كل ما نتمناه ألا يستمر..
أن يكون مجرد موضة عابرة، ستنتهي قبل أن تتحول إلى طقس، ليس لدى الفضائيات فحسب، بل لدى متلق، لايحتاج إلى دراما تستلبه، وكل ماحوله يجعله متناثر الروح والفكر..
soadzz@yahoo.com