إذا استثنينا البرامج الوثائقية التي تعرضها قلة من المحطات،محاولة رسم (بورتريه) لبعض الشخصيات التي تستحق الوصول إلى المشاهد ،مبتعدة إلى حد كبير عن تلك التي طفت (صناعيا) إلى السطح لتبرق ويختفي بريقها،تلك التي جلست في الظل لتقدم فعلا ما يمكن أن يبهرنا لو أن بريق تلك قد انطفأ ولو قليلا...
بعيدا عن (الوثائقي)فإن برامج قليلة تمكنت أن تعرفنا على الوجه الآخر لضيوفها،على الوجه الحقيقي الذي ربما لاتتمكن الشخصيات نفسها من اكتشافه، غالبا نراهم يتحدثون بلغة السوق،بتلك اللغة السطحية المطلية التي تبرق ذهبا،لكنها في العمق مجرد كلمات تباع بأرخص الأثمان..
هكذا حضورهم –خاصة فيما يتعلق بالفنانين- لايفتقد فقط إلى معنى حقيقي يجعلك تتأمل هذا الضيف من خلال وجوه أخرى،ويجعلك تقر أنه يستحق ما وصل إليه.. بل يكشف إلى حد كبير ..الكم الكبير من الأقنعة التي يضعها،إلى أي درجة هو متمكن من حفظ شيفرة الجمهور واللعب على وترها،مرددا في كل مرة أن جمهورهم هو هدفهم الأول والأخير والمصيبة الكبرى حين يصدق كلامهم هذا الجمهور وينجر عاطفيا وراء لعبة تجارية- فضائية ،بلورت كل شيء لصالحها!