تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الممانعون مبتهجون

معاً على الطريق
الأحد 13-6-2010م
ديانا جبور

أمام إعادة الحياة والفعل المقاوم للشارع العربي من المحيط إلى الخليج خصوصاً, بعد ما جرى لأسطول الحرية, خرجت علينا أصوات متناغمة بأدوار محددة, حاولت تبديد الفرحة وتحجيم العنفوان ولجم الاندفاعات.

ولعل العامود الصحفي المنشور في جريدة الشرق الأوسط بعنوان(الممانعون مصدومون), أن يكون أنموذجاً معملياً يصلح للتفسير والبرهنة.‏

من الأسطر الأولى يغلب الحنق والازدراء المغلفان بمواقف وأحكام مسبقة على لغة المنطق والوقائع, فكيف أن(الجميع بات يتسابق لركوب البحر من أجل الانضمام لأسطول الحرية وإدعاء البطولة في الوصول إلى شواطئ غزة).‏

ركوب البحر في مواجهة الهمجية الإسرائيلية ليس إدعاء بطولة, بل بطولة حقيقية ثمنها أرواح ودماء وحجز حريات.., ولا يظن أحد أن الإسرائيليين استشاطوا غضباً فقط لأن بضع مئات من الناشطين المدنيين حملوا ولو آلاف الأطنان من المواد الطبية والغذائية لمليون ونصف من المحاصرين, العقاب جاء رداً على التجرؤ على مقاربة والاقتراب من القضية الفلسطينية, وهو ما تقوم به سورية فدفعت ولاتزال تدفع ثمنه من حصار وعقوبات وتهديد أمن.‏

في موقع آخر يكتب الصحفي أن عملية كسر الحصار عن غزة لم تأت نتيجة (صواريخ التنك) التي تطلقها حماس أو(جعجعة) السيد حسن نصر الله... كما لم تأت أيضاً بجهد دول المقاومة والممانعة وعلى رأسها سورية.‏

إن كانت صواريخ حماس بالفعل تنكاً, أمدوها إذاً بما هو أكثر مضاء وفعالية..ثم من قال إن افتقاد القوة المكافئة يعني الخضوع والتسليم؟ لو كان الأمر كذلك لما خاض الشهيد يوسف العظمة معركة ميسلون ولقيل إن الفرنسيين دخلوا سورية دون مقاومة.‏

في ما يخص السيد حسن نصر الله, فأذكر أنه الرجل الذي أجمع على صدق وعده, كما وعيده, الأعداء قبل الأصدقاء..فأين يقع الكاتب؟ ومصداقية السيد بالمناسبة لم تأت من خطبه, وإنما من اقتران القول بفعله.‏

أما أن كسر الحصار لم يأت بجهد دول المقاومة, بل من خلال عمل سلمي قام به ناشطون من مختلف دول العالم, فمعلوم أن أحداً لا يتضامن مع قضية لم يعد يتبناها أهلها.. إن هذا الفعل المسالم ودون الجنود كما أكد الكاتب في أكثر من موقع, لم يكن ليحصل لولا بطولات أصحاب القضية ومقاومة الممانعين فلم يعد على الأرض ملكيون أكثر من الملك.‏

أخيراً يخلص الكاتب إلى النتيجة أو ما يسميه خلاصة القول وهو هنا أن نهج الاعتدال يفعل «بإسرائيل» أكثر مما يفعله الممانعون وقد باتوا اليوم مصدومين.‏

هل بات الممانعون مصدومين حقاً؟ ألم يتوقعوا ما سيجري بخسائره وفوائده؟ إذاً فمن المصدومون؟ إنهم والله أعلم من كانوا ينحازون للاعتدال بالمطلق فأحرجتهم وصدمتهم دموية إسرائيل تجاه فعل تضامن سلمي معتدل.‏

dianajabbour@yahoo.com

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 13/06/2010 21:24

السيدة / ديانا جبور ، تحية وبعد : دأبت جريدة (الشرق الأوسط) منذ مدّة طويلة على النيل من ممانعة سورية وإيران ودعمهما لحزب الله وحماس ، والمقال الذي تقصدين (الممانعون مصدومون) لكاتبه طارق الحميد رئيس تحرير الجريدة حالياً هو نسخة طبق الأصل عن مقالات زميله عبد الرحمن الراشد رئيس التحرير السابق للجريدة ، ولو ألقيت نظرة على مقالات الكاتبين أعلاه لوجدت أكثرهما في هذا السياق ، وربّما لا يملكان غير ذلك !

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1091
القراءات: 1089
القراءات: 1027
القراءات: 1180
القراءات: 1149
القراءات: 1480
القراءات: 1642
القراءات: 1845
القراءات: 1470
القراءات: 1326
القراءات: 1613
القراءات: 1527
القراءات: 1602
القراءات: 1689
القراءات: 1347
القراءات: 1424
القراءات: 1398
القراءات: 1734
القراءات: 1693
القراءات: 1638
القراءات: 1596
القراءات: 1283
القراءات: 1408
القراءات: 1539
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية