| الاجتيــاح الأميركـي الافتتاحية الاستئثار الأميركي بالعالم ليس مريحاً للولايات المتحدة ولا سهلاً.. وكثيرة هي المواقف التي تنصاع لهذا الاستئثار وقد قبضت ثمنها دعماً أو درءاً لمخاطر.. وبالتالي لا يسجل هذا الاجتياح انتصاراً مؤزراً ناجزاً منجزاً.. إلا إذا قرأناه بمنظار بعض الإعلام العربي. محاولات الولايات المتحدة للهيمنة والسيطرة في كل أنحاء العالم، مازالت محاولات.. وفي كثير من الحالات لا ينقصها الدم، بل يسيل من جنباتها. العراق.. فلسطين.. أفغانستان... باكستان.. وأيضاً أميركا اللاتينية أو حتى قرغيزيا.. لكن.. كون المشروع الأميركي الامبريالي يتعثر بأقدامه.. لا يعني أن من يواجهه أو يرفضه هو في حالة نصر.. أبداً النصر يؤخذ ولايعطى.. والمسألة لا تحتاج «بالضرورة» إلى بنادق ودبابات ومدمرات.. تحتاج أولاً إلى العقل. صحيح أن الولايات المتحدة استطاعت القفز من فوق الاتفاق التركي – الإيراني – البرازيلي بما يعني تقريباً أنها وأدته.. لكن الصحيح أيضاً والمهم جداً.. أن الدول الثلاث استطاعت أن تبرم اتفاقاً كان الغرب يقول إنه يريده، وبالتالي هو بشكل ما عجز عنه، أو أنه كان يقول ذلك تضليلاً، وبالتالي جاء الاتفاق لكشف النيات. التجربة بسيطة.. لكنها مع غيرها من التجارب الناجحة أيضاً «تطور العلاقات العربية التركية.. انتباه العالم لما يجري في الشرق الأوسط.. موقف أحرار العالم.. الخ» يشكل أرضية حقيقية ومناسبة جداً ليس لمواجهة أميركا، فهذا ليس بالضرورة واجباً.. بل للعمل المشترك بعيداً عن الاجتياح. دول منطقتنا.. دول أميركا اللاتينية والجنوبية.. آسيا.. إفريقيا.. لا حاجة لترديد عبارات الولاء والإخاء والمحبة.. و.. الخ.. بل الحاجة إلى أن نتجه لتجسيد حقائق جديدة على الأرض ليست مرسومة لمعاداة أحد.. ولا لقتال أحد.. بل للتعاون والعمل المشترك بما يبعدنا عن منطق الاجتياح .. والهيمنة والتسلط. فضاءات اقتصادية.. فضاءات ثقافية.. فضاءات سياسية.. كلها ممكنة وستشكل مجتمعاً إقليمياً دولياً قادراً على التحكم بشؤونه وإدارة أموره وثرواته. إن تجاوز المصالح القطرية، أو تهدئة الغلو في أولويتها على المصلحة الإقليمية المستقبلية ستقدم الكثير لشعوب العالم النامي. منطقة الشرق الأوسط. البحار الخمسة.. أميركا الجنوبية واللاتينية.. معظم الوقائع القائمة في الحياة السياسية والاقتصادية لهذه التجمعات الإقليمية تؤكد إمكانية إنشاء المجتمع المتعاون المتقدم.. بغير ذلك.. ثمة تحد كبير وخطير.. وإلى من يهمه الأمر نقول: عندما نتحدث عن اجتياح أميركا فإننا لا ننسى ولا نتجاهل ولا يمكن أن نصيب إن تجاهلنا النسبة منه التي تشكل اجتياحاً إسرائيلياً..بالإذن من أصوات إعلام عربي، تخشى أن تصفق علناً لإسرائيل.
|
|