تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيليةٌ بامتياز..!

قضاياالثورة
الأحد 24/7/2005م
محمد علي بوظة

كان من السهل على المرء تقييم جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس للمنطقة, والحكم عليها حتى قبل أن تنتهي من محطاتها الاستعراضية الثلاث الإسرائيلية واللبنانية والفلسطينية,

والمباحثات التي أجرتها بودية مع رئيس وزراء الاحتلال آرييل شارون في مزرعته بصحراء النقب بأنها: إسرائيلية صرفة وبامتياز ,واقتصرت على إبداء الدعم كل الدعم وتقديمه سياسياً ومادياً وعسكرياً لإسرائيل, على شكل هباتٍ وصفقاتٍ سخية اعتبرها المراقبون في التوقيت, ومع تردي الأوضاع في الأرض المحتلة وتشديد القبضة العسكرية وإطلاق يد جيش الاحتلال, في مواصلة ذبح الشعب الفلسطيني وتعقب مقاومته وتصفية كوادرها, اعتبروها بمثابة رسائل جديدة للعالم ولكل المعنيين بشؤون المنطقة, تعيد توكيد الموقف الأميركي من السلام والذي يبدو اليوم أبعد ما يكون عن المنال وأسير العقدة الأميركية-الإسرائيلية.‏

ذلك أن مسارعة واشنطن واستجابتها لطلبات تل أبيب بتقديم 2,2 مليار دولار, لتمويل ما سمِّي عملية الانسحاب من غزة والمقرر لها أن تبدأ الشهر القادم, بالتزامن مع اقتراح صفقة عسكرية لإسرائيل بقيمة 600 مليون دولار من قبل وزارة الدفاع ( البنتاغون), معززة بتصريحات رئيسة الدبلوماسية الأميركية ومطالبتها لبنان بتنفيذ التزاماته تجاه القرار (1559) ونزع سلاح المقاومة الوطنية, وأخرى تقترحُ عقد مؤتمر دولي لدعم العلاقات بين إسرائيل وأميركا مع دول الخليج, ناهيك عن تلك التي تعمدت إطلاقها وكررت فيها الدعم الأميركي للإسرائيليين, جميعها معطياتٌ توثق حقيقة أن لا تغييرا ولا تحولا في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة, باستثناء أنها أصبحت في ظل إدارة بوش والمحافظين الجدد أكثر هجوميةً وعدائيةً والتصاقاً بالمشروع التوراتي.‏

إذاً ما جاءت به رايس وما حملته في جعبتها ليس مشروعات حلولٍ وتهدئة ونزعٍ لفتيل التفجير, أو حضٍّ للحليف الإسرائيلي على وقف المذبحة ودوامة العنف والتدمير المنهجي المنظم لحياة الفلسطينيين, والكف عن عمليات المصادرة والتهويد وبناء جدار الفصل العنصري, وتشييد وتوسيع المستوطنات في الضفة كخطوةٍ على طريق السلام العادل والشامل, وإنما صفقاتٌ بالجملة ومكافآت وأثمان تحرض هذا الحليف على المضي في التصعيد والمزيد من العدوان والقتل, مقابل شروطٍ وإملاءات يتوجبُ على العرب والفلسطينيين التقيد بها والرضوخ لها, لينسوا أن لديهم قضية وأن بين ظهرانيهم كياناً استيطانياً عنصرياً, وقوة احتلال غاشمة هي أحط وأشرس أنواع الاستعمار وأكثره خطورةً على المستقبل البشري.‏

وهذا هو مقتل السياسة الأميركية التي تحاول عبثاً تحسين صورتها, وترميم الشرخ الكبير الذي أحدثه خطابها وأداؤها على الساحة العالمية وفي هذا الجزء المضطرب منها, وخاصة بعد الاجتياح العسكري لأفغانستان والعراق,ومحاولة التفرد بالقرار الدولي والهيمنة عليه, والاسترسال في دعم الإرهاب والعدوان الإسرائيلي المتمادي على حساب الحق العربي, ومبادىء العدل والسلام وقرارات الشرعية الدولية, الأمر الذي زاد في معاناة المنطقة وعمَّق جروحها وأخضعها لاستنزافٍ زادت عقوده على الستة.‏

منطق الأشياء يقول: إن لا عشما ولا أملا يرتجى في أن تعاود الإدارة الأميركية, في الوقت الراهن ولا في المستقبل المنظور وبالإفادة من الدروس والتجارب, صياغة مواقف وسياساتٍ إيجابية تجاه المنطقة والصراع على أسسٍ عادلة ومنصفة ومتوازنة, بمعزلٍ عن المنظور الصهيوني وحساباته والقتال في خندقه, لكن هذا لا يعني بحالٍ من الأحوال الاستسلام لمنطق الترهيب والضغوط والابتزاز وإحداث الاختراقات, وتلقف وتقبل تسويات (الفتات) وسلامٍ لا تقره مبادئنا وشرائعنا ويتناقض مع مرجعية مدريد وقرارات الشرعية الدولية.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 24/07/2005 11:32

أهداف الإدارة الأمريكية ثلاثة لايخرج أي سيناريو مطبق على الأرض عنها: إسرائيل أولا والهيمنة ثانيا والنفط ثالثا. ومن الأدوار الرئيسية للخارجية الأمريكية إلهاء المستهدفين المستضعفين (حكومة وشعبا )بشعارات هوائية في الحرية والديمقراطية والسلام, ريثما يستتب الأمر لإسرائيل على الأرض, ويفتح البنتاغون بجنده وآلته الحربية المدمرة كل الطرق لعبور الشركات الإحتكارية فوق كل سيادة وشرعية. بالأمس كان الوزير باول يلعب دور الممرضة الطيبة للجراح العسكري الأمريكي الشرير, واليوم تلعب الوزيرة كوندي دور الأستاذ المستعلي الذي يرشد المستهدفين المستضعفين لما يجب أن يقبلوا به ويحتملوه من الغطرسة الأمريكية.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية