| إسرائيليةٌ بامتياز..! قضاياالثورة والمباحثات التي أجرتها بودية مع رئيس وزراء الاحتلال آرييل شارون في مزرعته بصحراء النقب بأنها: إسرائيلية صرفة وبامتياز ,واقتصرت على إبداء الدعم كل الدعم وتقديمه سياسياً ومادياً وعسكرياً لإسرائيل, على شكل هباتٍ وصفقاتٍ سخية اعتبرها المراقبون في التوقيت, ومع تردي الأوضاع في الأرض المحتلة وتشديد القبضة العسكرية وإطلاق يد جيش الاحتلال, في مواصلة ذبح الشعب الفلسطيني وتعقب مقاومته وتصفية كوادرها, اعتبروها بمثابة رسائل جديدة للعالم ولكل المعنيين بشؤون المنطقة, تعيد توكيد الموقف الأميركي من السلام والذي يبدو اليوم أبعد ما يكون عن المنال وأسير العقدة الأميركية-الإسرائيلية. ذلك أن مسارعة واشنطن واستجابتها لطلبات تل أبيب بتقديم 2,2 مليار دولار, لتمويل ما سمِّي عملية الانسحاب من غزة والمقرر لها أن تبدأ الشهر القادم, بالتزامن مع اقتراح صفقة عسكرية لإسرائيل بقيمة 600 مليون دولار من قبل وزارة الدفاع ( البنتاغون), معززة بتصريحات رئيسة الدبلوماسية الأميركية ومطالبتها لبنان بتنفيذ التزاماته تجاه القرار (1559) ونزع سلاح المقاومة الوطنية, وأخرى تقترحُ عقد مؤتمر دولي لدعم العلاقات بين إسرائيل وأميركا مع دول الخليج, ناهيك عن تلك التي تعمدت إطلاقها وكررت فيها الدعم الأميركي للإسرائيليين, جميعها معطياتٌ توثق حقيقة أن لا تغييرا ولا تحولا في سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة, باستثناء أنها أصبحت في ظل إدارة بوش والمحافظين الجدد أكثر هجوميةً وعدائيةً والتصاقاً بالمشروع التوراتي. إذاً ما جاءت به رايس وما حملته في جعبتها ليس مشروعات حلولٍ وتهدئة ونزعٍ لفتيل التفجير, أو حضٍّ للحليف الإسرائيلي على وقف المذبحة ودوامة العنف والتدمير المنهجي المنظم لحياة الفلسطينيين, والكف عن عمليات المصادرة والتهويد وبناء جدار الفصل العنصري, وتشييد وتوسيع المستوطنات في الضفة كخطوةٍ على طريق السلام العادل والشامل, وإنما صفقاتٌ بالجملة ومكافآت وأثمان تحرض هذا الحليف على المضي في التصعيد والمزيد من العدوان والقتل, مقابل شروطٍ وإملاءات يتوجبُ على العرب والفلسطينيين التقيد بها والرضوخ لها, لينسوا أن لديهم قضية وأن بين ظهرانيهم كياناً استيطانياً عنصرياً, وقوة احتلال غاشمة هي أحط وأشرس أنواع الاستعمار وأكثره خطورةً على المستقبل البشري. وهذا هو مقتل السياسة الأميركية التي تحاول عبثاً تحسين صورتها, وترميم الشرخ الكبير الذي أحدثه خطابها وأداؤها على الساحة العالمية وفي هذا الجزء المضطرب منها, وخاصة بعد الاجتياح العسكري لأفغانستان والعراق,ومحاولة التفرد بالقرار الدولي والهيمنة عليه, والاسترسال في دعم الإرهاب والعدوان الإسرائيلي المتمادي على حساب الحق العربي, ومبادىء العدل والسلام وقرارات الشرعية الدولية, الأمر الذي زاد في معاناة المنطقة وعمَّق جروحها وأخضعها لاستنزافٍ زادت عقوده على الستة. منطق الأشياء يقول: إن لا عشما ولا أملا يرتجى في أن تعاود الإدارة الأميركية, في الوقت الراهن ولا في المستقبل المنظور وبالإفادة من الدروس والتجارب, صياغة مواقف وسياساتٍ إيجابية تجاه المنطقة والصراع على أسسٍ عادلة ومنصفة ومتوازنة, بمعزلٍ عن المنظور الصهيوني وحساباته والقتال في خندقه, لكن هذا لا يعني بحالٍ من الأحوال الاستسلام لمنطق الترهيب والضغوط والابتزاز وإحداث الاختراقات, وتلقف وتقبل تسويات (الفتات) وسلامٍ لا تقره مبادئنا وشرائعنا ويتناقض مع مرجعية مدريد وقرارات الشرعية الدولية.
|
|