تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إدارات التضليل والتطبيل

حديث الناس
الأحد 24/7/2005م
خالد الأشهب

التحديث يعني انتماء جادا ونهائيا الى العصر, والاصلاح يعني كذلك تراجعا علنيا, وبما ينطوي عليه من اعتراف ضمني, عن الاخطاء والهفوات, واستشرافا للصحيح والتقني والسابق اختباره ونجاحه .

ولأن المسألة تنطوي على ماهو ارادي وحواري في آن معا مع الذات ومع الآخر, وعلى ماينبغي ان يكون له جذر نفسي وتربوي, فانها ايضا تنطوي على ماهو اخلاقي وقيمي حداثي .. ينبغي ان يسود ويعم, وبالتالي, يتحول الى منظومات من السلوك, لاندعي تبنيها والاخذ بها فحسب, بل تمثلها والتماهي فيها, لتكون عرفا عاما وضميرا اخلاقيا لنا جميعا .‏

وفي قطاع ادارة العمل والانتاج, تأخذ المسألة بعدا تكامليا بين الادارة والعامل, كل منهما يستجيب للآخر ايجابيا, او يقومه او يحرض على كشف اخطائه وتصحيحها, فلا تعود الادارة الفاسدة قضاء مبرماً, ولايعود العمل غير المنتج وغير الايجابي قدرا لامفر منه, فإذا فسدت الادارة تناقضت بالضرورة, اخلاقيا على الأقل, مع مرؤوسيها, وبالتالي, انكشفت وافتضحت قبل ان تستفحل وتتسرطن, وإذا فسد بعض المرؤوسين, كان فسادهم بالمقابل ظاهرا امام اداراتهم, وتحت عين الرقابة والمساءلة ?‏

بعض حالات الفساد الاداري تنتمي الى هذا النوع من التواطؤ السلبي الهدام بين ادارة ما وبعض مرؤوسيها, فثمة ادارة فاسدة لاتحتكر الفساد وحيدة, بل توزع بعض فتاته على بعض مرؤوسيها, يشكلون فرقة من الطبل والزمر لاتلبث ان تبدأ العزف الصاخب بمجرد تلقي الاشارة من بؤرة الفساد, تقدم شهادات مزورة لادارة فاسدة, والثمن عادة يكون زهيدا ورخيصا الى حد الفتات .. التغاضي عن الدوام, او احتساب اعضاء الفرقة بمكافأة ما سنوية, او تكليف اعضائها بأعمال ذات هوامش مالية كلجان الشراء والاصلاح وغيرها.. الخ.‏

ولشدة غباء العزف والعازفين والمايسترو, تأتي بعض النغمات متطابقة ومتكررة بين عازف وآخر, حتى ليكتشف المرء بسهولة ان الادارة الفاسدة, وبعد ان كشفت جهة ما فسادها, كالاعلام مثلا, حددت النغمات والالات باجتماع طارئ دعت اليه اذنابها ولقنتهم الافكار جملا موسيقية متشابهة, ثم سلمتها للببغاوات !‏

هذا جانب من ازمة اخلاقية, نعيش بعضا من فصولها ونماذجها لدى بعض الادارات الانتهازية, التي تتحدث في الاصلاح والتحديث اكثر مما تصلح وتحدث, تناور وتموه وتضلل اكثر مما تعمل وتجتهد!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 24/07/2005 00:06

لقد سمحنا للفساد أن يدخل الإنتاج فلن يخرج منه بالحوار والإعتراف, أو بالتذكير بالأخلاق ..لايخرج الفساد إلا بضرب الرأس , ومالم يكن القضاء مفصولا فوق كل سلطة, وأعضاؤه فوق كل مغرية ودنية, فلن ننجح في ضرب رأس الفساد, بل ربما نبدل جوقة امتلأ كرشها بالحرام بجوقة مستعدة للحرام. لن ننجح بوأد الفساد وفي كل مصنع لجنة أمنية أو حزبية لاتعرف ألف باء الإنتاج, لكنها فزاعة بوجه كل منتج شريف. لن نقضي على الفساد ونحن نطبق التعليمات والتوصيات ونضع القانون في أدراج الروتين. لن نتخلص من الفساد مادامت المحسوبية تطال كل كفاءة. سنبقى في تطبيل وتزمير حتى يصل العدل لوزارة العدل. .فلو سألت وزير العدل عن موعد وصول العدل فإني أجزم أنه لايعرف وأنا كمواطن أتحداه أن يعرف حتى لو ملأ جوابه بشعارات القومية والوطنية التي لاتهش ولاتنش..أنا المواطن أتحدى وزير العدل أن يأتي بالعدل.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 883
القراءات: 1112
القراءات: 1305
القراءات: 1364
القراءات: 2101
القراءات: 1433
القراءات: 1468
القراءات: 1531
القراءات: 1468
القراءات: 1484
القراءات: 1592
القراءات: 1744
القراءات: 1695
القراءات: 1596
القراءات: 1494
القراءات: 1674
القراءات: 1520
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1587
القراءات: 1586
القراءات: 2434
القراءات: 1628
القراءات: 2486

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية