تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العالم القديم , العالم الجديد

معاً على الطريق
الأحد 24/7/2005م
د. اسكندر لوقا

قبل عامين تقريبا, أصدر الإعلامي الاستراتيجي الفرنسي ( الكسندر ادلر) كتابا بعنوان ( شاهدت انهيار العالم القديم) استند آدلر في رؤيته هذه إلى حدث الحادي عشر من أيلول 2001 , فكان قوله إن عالما جديدا قد بدأ, مضيفا إلى قوله هذا إن عصرا قديما قد انتهى.

طبعا , من حق آدلر أن يرى ما رأه, وأن يقنع نفسه بموضوعية المنطق الذي يرضيه, بيد أن رؤية كهذه, ليس شرطا أن ترضي أو أن تقنع الآخرين ممن هم حوله أو من قرائه فعلى سبيل المثال, يقول وزير خارجية فرنسا الأسبق ( أوبير فيدرين ) كما لو كان ردا على ما رأه آدلر: إن العصر القديم قد انتهى بالفعل مع انهيار الاتحاد السوفييتي وليس مع انهيار برجي التجارة, ويتساءل, في الوقت ذاته, بما معناه هل حقاً سيكون كل شيء مختلفاً بعد تاريخ الحادي عشر من أيلول عما كان قبله?.‏

ونحن نقرأ قولا كهذا أو ذاك, ترانا ننظر - أو يجب أن ننظر إلى هذه المسألة - مسألة القديم والجديد, متى بدأ العالم أو انتهى بعين عربية- إن صح التعبير- من دون تطرف? وهل يحق لنا القول إن هزيمة النازية في الحرب العالمية الثانية في العام ,1945 تصلح لأن تكون مؤشرا لنهاية عصر وبداية عصر جديد?.‏

وهل يمكننا الاستناد إلى حدث غزو الفضاء مع الرائد السوفييتي يوري غاغارين والدوران حول الكرة الأرضية في العام 1961 بداية الجديد وانتهاء القديم في سجلات التاريخ? وأيضا إلى ما هنالك من أحداث شكلت منعطفات حاسمة في التاريخ البشري المعاصر, هذا في حال تجاوزنا أحداثا قديمة نسبيا كان لها وقعها في مثل هذه الرؤى السياسية لدى كثيرين من دارسي التاريخ?.‏

لعل ما يلفت الانتباه, في إطار هذه الرؤى خصوصا أن أحدا من المؤرخين الأجانب أو من إعلامييهم ومفكريهم الاستراتيجيين, لم يقارب حدثا عربيا ليكون عتبة خروج من عصر قديم لدخول عالم جديد, كأن العرب عموما, بتاريخهم وواقعهم, هم خارج التاريخ, ولم يكونوا يوما صناع التاريخ الذي ينعم الأوروبيون بتداعياته الحضارية المعاصرة حتى يومنا هذا.‏

المهم ليس أن يستوقفنا, نحن العرب, مثل هذا السجال بين مؤيد ومعارض لتاريخ بدء أو انتهاء عالم أو عصر من العصور, المهم أن تكون لنا رؤية حول ما لحق أو يلحق بنا من أحداث جديرة بأن تقرأ جيدا, لندرك كم هي المسافة التي تبعدنا أو تقربنا من عالم أو عصر مضى وآخر أطل علينا.‏

إن قراءتنا لتاريخنا, لابد أن تضعنا أمام حقائق لا يمكن التقليل من شأنها, وبالتالي ستكون عونا لأبنائنا وأحفادنا, كي يتفهموا أن عصرا قديماً عشناه كان بفعل الاستعمار والهيمنة على بلداننا العربية ما أدى إلى تراجعنا أو تخلفنا عن مسيرة الحضارة, وأن عصرنا العربي هذا -إن صح التعبير- يمكننا أن نجدده بإرادتنا وعزمنا على البقاء أحياء مهما أحاطت بنا الصعاب. إن القديم هو ما ينبغي لنا أن ننبذه, والجديد هو ما ينبغي لنا أن نصنعه بأيدينا.‏

فمسألة الـ(قبل) والـ(بعد) من حدث أىلول أو انهيار الاتحاد السوفييتي وغير ذلك من أحداث, مسألة فيها نظر, وبودنا أن تكون لنا أعيننا العربية لقراءة الأحداث العالمية وألا نبقى ننظر إليها بعيون غربية على أنها, هي وحدها, الصائبة.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 24/07/2005 01:06

نحن اليوم كعرب وكمسلمين في دائرة رد الفعل, ومن يكون هذا حاله لايصنع حاضره بيده. فالجديد يصنعه من هو أقوى منا ويستهدفنا, والقديم لاندعه لأنه قديم , بل نترك عنا مالا ينفعنا منه , ونتسلح بما يفيدنا منه ليكون ذخرا لنا يوم نمتلك إرادتنا في التغيير.

عبد العزيز  |  Chealse1000@yahoo.com | 29/09/2008 04:05

نحن اليوم كعرب وكمسلمين في دائرة رد الفعل, ومن يكون هذا حاله لايصنع حاضره بيده. فالجديد يصنعه من هو أقوى منا ويستهدفنا, والقديم لاندعه لأنه قديم , بل نترك عنا مالا ينفعنا منه , ونتسلح بما يفيدنا منه ليكون ذخرا لنا يوم نمتلك إرادتنا في التغيير. أيمن الدالاتي ما شاء الله كثر الله من امثالك اخي

Muhammad 2024 |  256MB@live.com | 21/01/2009 04:36

بعد التحية ....... بالنسبة لفكرة نهاية حقبة او بداية اخرى ليس هذا بالموضوع المهم إذا لم تكن هذه النهاية و البداية في داخلنا !! ..... العالم واحد و الزمن مستمر ..... و لكن يتغير الأشخاص فقط !!! و الأشخاص فقط يغيرون

بن موسى |  shibnh@widosliv.com | 13/10/2009 07:26

لماذا لم تعرف لنى ما المقصود بالعالم القديم

احمد |    | 12/01/2010 17:56

شكرا على المعلومات

mimi |  mimi-taha@live.fr | 23/09/2010 12:30

هذا المقال ليس جيد

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 د . أسكتدر لوقا
د . أسكتدر لوقا

القراءات: 936
القراءات: 1289
القراءات: 1242
القراءات: 1184
القراءات: 1235
القراءات: 1356
القراءات: 1229
القراءات: 1277
القراءات: 1302
القراءات: 1696
القراءات: 1226
القراءات: 1212
القراءات: 1815
القراءات: 1214
القراءات: 1373
القراءات: 1250
القراءات: 1216
القراءات: 1428
القراءات: 1288
القراءات: 1282
القراءات: 1185
القراءات: 1318
القراءات: 5735
القراءات: 1272
القراءات: 1361

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية