تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كي مون.. لو صمت "المريب" ؟!!

الافتتـــاحية
الأحد 28-4-2013
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

يكاد أن يلتبس الأمر.. وفي بعضه أن يلامس مفهوم الطلاسم.. إذ لم يكن من السهل التعرف على ملامح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وهو يبدي كل هذه "العواطف"

التي قالت ما أخفاه وأفصحت عما حاول أن يداريه فكاد أن يقول المريب خذوني، وهو الذي بيديه وضع ما يكفي من عصيّ في "عجلات لجنة التحقيق" التي طلبتها سورية.‏

ولم يكن متاحا الجمع بين هذا الذي يستجدي ويتوسل السماح للمحققين أن يدخلوا الأراضي السورية وذاك الذي أضاف ما املته عليه ضغوط الاميركيين والأوروبيين وما كانت تروج له تمنيات الإسرائيليين، وتحميل عمل المحققين ما لا طاقة لهم به، وما يخرج عن نطاق صلاحياتهم والمطلوب منهم.‏

كي مون في تباكيه استرجع ما فعله الأعراب والفرنسيون والأتراك وما يفعلونه حتى اللحظة في تباكيهم على الدم السوري الذي يسفكونه عبر مرتزقتهم وإرهابييهم، وكي مون كان يكمل الدور المناط به، وهو الذي ما فتئ يعمل ليل نهار على تمرير ما يتحرج الآخرون فيه، أو ما عجزوا عنه.‏

في لغة المفارقات يستطيع ان يسجل أنه كان الاداة الأكثر طواعية في يد الغرب على مدى وجود الأمم المتحدة، وبمقدوره ان يحتفظ لنفسه بسجل من لم يخالف الفهم الغربي لكل القضايا التي مرت عبر قاعات المنظمة الدولية، ويمكنه ان يدعي أنه لم يثر غضب الأميركيين ولا الإسرائيليين ولم يتجرأ يوماً على رفع صوته في وجه الجور الغربي على المنظمة ودورها .‏

لكن ايضا للعالم ان يسجل أن الأمم المتحدة في عهده "الميمون"سجلت أنها عايشت أمانة عامة هزيلة لم تكن حيادية في النظرة لقضايا الشعوب، ومارست عبرها صيغاً من التماهي مع املاءات الغرب ورواده المستحدثين.‏

كان يستطيع بان كي مون أن يوفر على نفسه هذا التباكي، وأن يخفف من مظهر تأثره، حفاظا على أعصابه وأعصاب من يأتمر بتعليماته ويفهم عليه اشاراته، وهو يدرك تماما أن ما ينفخ فيه يبدو دون قعر، وأن ما يستجدي فيه لا مبرر له ولا طائل منه، وأن ما أقدم عليه كان قرينة عليه أكثر مما كانت حجة معه.‏

بالتأكيد لسنا بوارد العودة إلى النبش في أوراق باتت من الماضي، لكن تقتضي الضرورة التوقف في مسار الأحداث، لأن ما يدعيه لا يقتصر على الكذب والافتراء فحسب، بل هو تزوير لوقائع وأحداث ومحاولة تغييب لقرائن وأدلة، خصوصا أن الأمانة العامة التي يقودها كانت خلف تعثر اللجنة وجزء من الأسباب التي حالت دون أن تباشر عملها، بعد ان افردت لمطالب الغرب وحججه الواهية مساحات جعلت من المهمة جزءا من تلك الحرب وصدى مباشراً لتداعياتها.‏

كثيرة هي المرات التي صمت فيها بان كي مون عبر وجوده على منصة المنظمة الدولية، وبعضها أو في أغلبها كان يقتضي منه ان يتكلم، ونستطيع أن نجزم أن صمته ذاك كان في أغلب الأحيان أفضل بكثير من كلامه، وكان من الأفضل له ان يلتزم بتلك القاعدة، وأن يصمت حين يدرك أن كلامه سيفتح عليه ما يوثق دوره المريب والمشبوه، و ما قد يكشف ما هو مسكوت عليه.‏

بين كلامه وصمته لا مجال للمقارنة، وبين تباكيه وسلوكه مساحات لا يمكن حصرها وأن كانت في نهاية المطاف تعكس وجهان لعملة واحدة، تضيف إلى سلال المنظمة وجع الغياب المزمن للإرادة والأدوار.‏

وتسجل على عجل ملامح «اللبيب» الذي أتقن مع السنوات اشارات الغرب وأدمن الاستجابة لنزواته في صمته وفي حديثه.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية