إلا أن ما يزيد من هذه العوامل أهمية وقيمة إضافية هو واقع الحال الذي يؤكد اليوم أن الجامعة موجودة على أرض الواقع في الحسكة من حيث عدد الكليات والطلاب والكوادر والدوام وأكثر من ذلك الظروف الصعبة في كل من دير الزور والرقة التي جعلت جامعة الفرات بكوادرها وطلابها متواجدة فعلياً في الحسكة .
وأمام هذا الواقع الذي يتفق الجميع على أنه أكبر من الإمكانات لا بد من توسيع دائرة الاهتمام والدعم والصلاحيات للوضع القائم الذي هو بحجم الجامعة لكنه بإمكانات عدد من الكليات .
ووفقاً لوقائع زيارة وزير التعليم العالي يبدو أن كل ما هو مطلوب من الجهات المحلية بالحسكة أمر ممكن سواء لجهة المقرات أو البنية التحتية وكل ما يوفر الخدمات الأساسية الضرورية .
أما إذا كان الأمر يتعلق بالكوادر التدريسية فإن معظم كوادر جامعة الفرات اليوم هم في الحسكة والأمر الآخر هو أنه مجرد أن يصدر مرسوم إحداث الجامعة فإن ذلك يسرع من تهيئة الكوادر وإيفاد الكوادر للتخصص وتتوافر عوامل الجذب للإقبال على العمل في الجامعة من كل الكفاءات الموجودة بالمحافظة .
يضاف إلى ذلك دعم عملية التنمية في محافظة الحسكة التي شهدت تطوراً كبيراً بعد إحداث عدد من الكليات الجامعية فيها فمنذ سنوات مضت كان قطاع التعليم العالي من أكثر القطاعات ضعفاً في هذه المنطقة فلا يوجد قبل عام 2002 سوى كلية واحدة في المحافظات الشرقية الثلاث .
وجاء قانون إحداث جامعة الفرات ليحدث نقله نوعية في مسيرة التعليم العالي ليس في المنطقة الشرقية فحسب بل في القطر بأكمله فاستقطبت جامعة الفرات أبناء محافظات الرقة ودير الزور والحسكة بشكل خاص وأبناء المحافظات الأخرى بشكل عام ماخفف العبء الثقيل الذي كانت تنوء تحت وطأته الجامعات الأربعة نتيجة تزايد عدد الطلاب الذين يتابعون تعليمهم الجامعي وانطلقت جامعة الفرات بقوة وتحد للواقع والزمن واستطاعت في فترة زمنية قصيرة جداً أن تكون في مصاف الجامعات الأخرى من حيث المستوى التعليمي والبنية التحتية والمستلزمات و النشاطات الثقافية والتنويرية ، واليوم أبناء الحسكة على موعد مع إحداث جامعة في محافظتهم فهل سيكون الموعد قريباً .؟
younesgg@gmail.com