تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«دومينو» الإرهاب السعودي

الافتتاحية
الثلاثاء 14-4-2015
بقلم رئيس التحرير عـلــي قــاســـم

يدشّن الموقف الباكستاني ذروة لعبة الدومينو في انهيار التحالف السعودي، بعد أن سبقته رمايات تمهيدية متعددة في بروفة أولية على نيران «صديقة» لم تكن واردة في خريطة الحسابات،

و«يبشّر» على الأقل بأن سيل الانجراف خلفه لن يقتصر على انزلاق التحالف، وما يستتبعه من انهيارات موازية على جبهات السياسة.‏

الصفعة الباكستانية لا تُحسب في سياق التراجع عن وعود سابقة مقدمة، بقدر ما ترسم خطاً فاصلاً بين الوقائع على الأرض و التهور السياسي الذي تسير عليه منظومة التهور السعودي، التي لن تكتفي بما ترجمته رعونتها في العدوان الأخير، بل ستسحب الغطاء عن أفعالها المسكوت عنها، تتجاوز العقود المعروفة، لتصل إلى جذر وجودها وصفقات مهمتها الوظيفية.‏

الأخطر.. يظل الإرهاب الذي تكفلت به السعودية على مدى السنوات الماضية، والذي بات يفيض عن الحاجة الغربية، وبات يشكل هاجساً عملياً، حيث الأرقام المتداولة عن عدد الإرهابيين الغربيين من أصول متباينة يعكس واقعاً مأساوياً لكثير من المجتمعات الغربية، وإن كانت أغلب القناعات تتحدث عن الدور السعودي في التنشئة والمال الخليجي عموماً في التجنيد والتطرّف.‏

الأكثر وضوحاً منه أن أحجار الدومينو التي بدأت رحلة سقوطها المبكر تعود من حيث جاءت، وما بنته بالتراكم يعود إليها بالركام، وما جمعته في سنوات وربما عقود قد يتزاحم خراباً ودماراً في مضاربها ببضعة أيام، والحبل على الجرّار، ومؤشراته لا تقتصر على ما يطرق أبوابها اليوم أو غداً، بل بما راكمته عبر سنوات من التحريض والتكفير والظلامية التي تشمل مكونات الحراك السياسي والاجتماعي، وما يضمره من حرائق متحركة لن تبقى شرارة اشتعالها حيث هي!!‏

أكثر السائلين عن أسباب الموقف الباكستاني يجزمون أن المعضلة لن تتوقف عند حدود الصدمة التي تشكلها على المستوى السياسي والعسكري، بقدر ما تمتد لتشمل في العمق الخيارات والبدائل التي يجري الحديث عنها في الأروقة الخليجية عموماً بما فيها استئجار الشركات الخاصة لتأمين مقاتلين يشكلون الوقود لحربها وعدوانها، وأغلبهم يجزم بأن ضالتهم في الإرهابيين الذين موّلتهم ورَعتهم ودربتهم مضافاً إليهم كمٌّ من خبرات اكتسبوها في الساحات التي أشعلوها.‏

والخشية ليست من نقص أو غياب البدائل بقدر ما يتعلق بالهجرة المبكرة للإرهابيين، على قاعدة أن البضاعة التي صدّرتها السعودية إلى أنحاء العالم تعود اليوم أدراجها إلى بلد المنشأ وهو الأحق بها، بل الأكثر حاجة إلى خدمات الإرهابيين الذين دفعت مالاً ووقتاً وجهداً في سبيل وصولهم إلى ما وصلوا إليه، وهذا ما تعكسه المواقف الرائجة في «البروباغندا» الخليجية اليوم التي تعاكس وجه المنطق في لائحة شتائمها للموقف الباكستاني ومعه التركي ولن يطول الوقت حتى يلحق بالمصري أيضاً.‏

على المقلب الآخر تبدو خيارات الإرهابيين هي الأخرى على المسار ذاته، حيث لن يجدوا أرضاً يمكن أن تتحمل «موجبات» الجهاد أكثر من المدينة ومكة المكرمة، ولن يكون لهم أتباع وأنصار في موقع كما هو قائم في شعابهما، وستكون راية خلاصهما مسموعة ومطاعة في بقاع نشأتهم قاطبة، وهو مستحق اليوم قبل الغد، وهذا لا يدخل في نطاق الترويج السياسي بقدر ما يعكس قراءة عملية لما يُخطط له في أروقة الغرب التي أغرقت آل سعود في رمال رعونتهم المتحركة.‏

فمملكة الرمال لن تحتاج إلى استئجار الجيوش التي خرجت عن عصا الطاعة، ولا إلى الاستعانة بغيرها ممن لا يعترفون بعطاءات المشيخات السخية، ولا إلى من لا يقدر حجم هِباتهم المعلنة والمستورة، ولا إلى مفاوضات أو شروط وشروط مضادة، فالإرهابيون من أهل البيت الخليجي وقد خَبروا تربيتهم واكتسبوا تجربتهم ويصلحون للمهمة الوظيفية الملقاة على عاتقهم.‏

الفارق الوحيد في لعبة دومينو الإرهاب أن أحجارها المتساقطة شمالاً وجنوباً لا تتوافق مع رغبات السعودية، وليس لديها النية في التطابق مع أجنداتها وحاجاتها، وإن كانت منهم وهم منها، والركام الناتج لن يبقى أسير ساحات حربها المُعلنة، بل سيحول الساحة الخليجية برمتها إلى حقول تجارب تمهيدية يتحوّل فيها السقوط السعودي إلى أحجار دومينو مفخخة وقابلة لتفجير ماحولها وربما إلى أبعد من جوارها الإقليمي..!!‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 956
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1068
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية