تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السمعة.. أيام زمان

أبجد هوز
الثلاثاء 13-4-2010م
فواز خيو

ثمة حكاية نادرة وبليغة من أيام زمان، سأرويها لكم. لم تكونوا قد جئتم الى هذه الدنيا عند حصولها قديمة كثير ياجدي.. لكن سأحكيها لكم كي تحكوها للجهات المعنية يا جدي..

دخل رجل الى تاجر دمشقي وكان عنده بعض رفاقه من التجار يشربون القهوة. قال الرجل للتاجر: أريد الأمانة التي وضعتها عندك قبل شهرين. فقال له التاجر: وما أمانتك؟ فقال الرجل: عشر ليرات ذهبية. شرد التاجر قليلاً وقال له:ربما أخذتها الى البيت كي لا تسرق. وأرسل ابنه الى البيت فأحضر الليرات الذهبية وناولها للرجل صاحب الأمانة، وخرج الرجل.‏

بعد قليل تذكر الرجل أنه وضع الأمانة عند تاجر آخر وليس عند هذا التاجر. فذهب وأحضر الأمانة من عند ذلك التاجر ورجع الى التاجر الأول وقال له: أنا وضعت الليرات عند تاجر غيرك وها هي لقد أحضرتها. فلماذا أعطيتني الليرات الذهبية طالما أني لم أضعها عندك؟‏

فقال له التاجر: لقد كان عندي تجار، وسمعتي طيبة عندهم وتهمني سمعتي! فلو قلت لك إنك لم تضع الأمانة عندي، فقد يشك بعضهم بأمانتي وهذا يعرض سمعتي للأذى ومن ثم تجارتي ،فشكره الرجل كل الشكر على هذا الموقف وقال للتاجر: هل تعلم أنه سيأتي زمان تصبح فيه السمعة آخر ما يهم التاجر؟أو بالأحرى تهم من ينقبون عن الآثار ليضعوها في المتاحف.‏

وخاصة أنه سيأتي زمان لا أحد يحاسب فيه التاجر، وسينعكس المثل القديم ليصبح ( التاجر أكل مال الفاجر) وستبرز أقوال مأثورة مثل ( كله ماشي) والزبائن مثل التراب ولا أحد يحاسبنا فلماذا نهتم بالجودة وبسمعتنا ؟ وسيأتي زمان يرفع فيه التجار لافتات مثل:(ليس لدينا لحم حمير) وذاك (خضراواتنا ليست مسقية بمياه المجارير) وذاك (لدينا مرتديلا خالية من الجراذين..) وذاك ( لدينا لبنة خالية من الاسبيداج وكل لوازم الدهان، وحتى خالية من الاسمنت الابيض) وذاك (لدينا..) وهنا انتفض التاجر وانفجر قائلاً له: انقلع من وجهي يا ساقط يا سافل. لو كنت أعرف أنك ستهذي بهذا الكلام لأعطيتك فوق عشر الليرات ألف ليرة وأعطيتك هذا المحل ولا أرى وجهك بعدها..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1116
القراءات: 1084
القراءات: 996
القراءات: 1215
القراءات: 988
القراءات: 1671
القراءات: 1065
القراءات: 1049
القراءات: 4670
القراءات: 1224
القراءات: 1124
القراءات: 1121
القراءات: 1260
القراءات: 1581
القراءات: 1192
القراءات: 1264
القراءات: 1194
القراءات: 1208
القراءات: 1197
القراءات: 2947
القراءات: 2432
القراءات: 1886
القراءات: 2009
القراءات: 1247
القراءات: 1390

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية