تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بداية الانهيار

البقعة الساخنة
الخميس 2/10/2008
علي نصر الله

اسرائيل الكبرى حلم ووهم.. لابد من التخلي عن القدس والضفة والانسحاب من الجولان.. ضرب إيران جزء من أوهام العظمة لدينا.. حرب تموز 2006 أكدت للعالم أن الحروب الكلاسيكية ولَّت.

هذا ما انتهى إليه رئيس الحكومة الاسرائيلية المستقيل ايهود أولمرت, وهذا ما أراد أن يقدمه للاسرائيليين وهو يحزم حقائبه استعداداً لمغادرة منصبه, لكنه يفعل ذلك ويقدمه مرة على شكل اعترافات وأخرى كوصايا لمن سيخلفه!!.‏

والسؤال: لماذا يفعل أولمرت دون سواه, وكيف ومتى وضع يده على كل هذه الاكتشافات?!.‏

أولمرت ربما هو الوحيد بين رؤساء حكومات اسرائيل الذي أعلن اكتشافاته وأخرجها إلى العلن, لكنه بالتأكيد ليس الوحيد الذي أدرك هذه الحقائق وحاول التهرب منها والتملص من استحقاقاتها.‏

المشكلة ليست في أن يعترف أولمرت أو لا يعترف, والحل لا يكمن بالاعتراف من عدمه, لكن ذلك يؤشر إلى حقيقة الافلاس الذي وصلت إليه اسرائيل, وهو ما يؤشر بدوره إلى أن المشروع الصهيوني وصل إلى الطريق المسدودة.‏

حديث أولمرت عن انهيار وتبدد وهم أو حلم اسرائيل الكبرى هو نتيجة لاصطدام مباشر مع الواقع ترك أثره على المشروع بأكمله الذي وإن لم يتحطم بعد فذلك إلى حين ليس إلا, وحديثه عن ضرورة الانسحاب من الجولان والتخلي عن القدس والضفة هو إدراك (جمعي وفردي) متأخر بأن للسلام مقتضياته وبأن المشكلة تكمن فقط في استمرار الاحتلال.‏

أولمرت وكل من سبقه خاضوا تجارب الحرب والسلام (المفاوضات) ولابد أنهم تعرفوا وتحسسوا آلام الأولى واستحالة تحقيق النتائج والأهداف المخطط لها عن طريقها, ولابد أنهم أدركوا أيضاً صعوبة الثانية واستحالة فرض الحلول المجتزأة.‏

وبين خيارات الحرب والسلام كان ثمة انهيار يحدث في العمق ويشير إلى تحول خطير يقع, برز أكثر ما برز في حرب تموز 2006 فكانت أوهام القوة والعظمة بيت عنكبوت حقاً.‏

اعترافات أولمرت واكتشافاته لاشك أنها ستحدث موجة غضب لدى اليمين واليسار الاسرائيلي, وربما تقود الأحزاب والكنيست إلى مزيد من التطرف -وهذا ليس مهماً- لكنها -وهو الأهم- تدل بوضوح إلى أن هذا الكيان الغاصب يعيش أشد أزماته عمقاً على المستوى البنيوي والعقائدي والعسكري والسياسي لن ينفعه معها صحوة تطرف, ولا جرعة دعم أميركية جديدة, ولا طوق نجاة عربي يتبرع البعض بتقديمه.. إنها بداية الانهيار.‏

تعليقات الزوار

محمد وليد طاهر  |  mwalidtahir@yahoo.com | 01/10/2008 21:32

الانسحاب من الجولان ليس بيد العدو الصهيوني بل بيد أمريكا وحتى تقبل أمريكا بسحب العدو الصهيوني من الجولان يجب على سوريا ان لا يكون لديها جيش قوي يستطيع مقاومة جيش العدو الصهيوني وان تتخلى عن الامة العربية وعن أهدافها القومية والثورية لحماية الشعب وأن لا تساعد أو تأوي كل من يخالف أمريكا وأن تنصاع لاوامر أمريكا حتى لدرجة تشريد وتجويع وتذليل واعدام شعبها أي بإختصار يجب أن تكون مثل بقية الدول العربية المعتدلة أو المتعدلة فهل عند سوريا هذا الاستعداد واسرائيل ليست سوى ثكنة عسكرية أمريكية بالمنطقة والتسليح الأخير يوضح الواضح .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12376
القراءات: 1656
القراءات: 1310
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1254
القراءات: 1490
القراءات: 1362
القراءات: 1474
القراءات: 1560
القراءات: 1567
القراءات: 1633
القراءات: 1902
القراءات: 1276
القراءات: 1351
القراءات: 1295
القراءات: 1667
القراءات: 1480
القراءات: 1434
القراءات: 1517
القراءات: 1473
القراءات: 1498
القراءات: 1470
القراءات: 1782
القراءات: 1482
القراءات: 1359

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية