لكن التعهدات لاتكفي أو هكذا يبدو فمدير عام المنظمة الدولية أعلن من منبر الهيئة أن التعهدات لا تكفي لوحدها وهي بحاجة إلى ترجمة على أرض الواقع لانقاذ نحو مليار شخص يئنون تحت وطأة عدم القدرة على فك الحرف.
وتصريح أمين عام اليونسكو فيه ما يشبه السخرية من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تتخذ رفع شعارات نبيلة كنوع من البرستيج تحاول من خلاله مكيجة بشاعتها التي انطبعت في أذهان العباد إثر تبنيها ثقافات من نوع خاص.
فعلى مدى ثماني سنوات مضت عطلت السياسة الأمريكية أبرز مفصل في الثقافة (الحوار) في الوقت الذي يستوجب منها الرعاية والاهتمام كأكبر قوة في العالم وأحلت مكانه تجلياتها الثقافية التي لا تعتبر الآخر صنواً وندا ما لم يتوافق ومنظومتها الثقافية إذا حضرت الثقافة, لكن ليس بوصفها صاحبة جلالة بل بوصفها بريستيجا ومكياجا.
ففي الوقت الذي كانت فيه نيويورك صاخبة بالاجتماعات عمدت السيدة الأمريكية الأولى إلى استقبال أمين عام اليونسكو كويشيرا ماتسورا في البيت الأبيض وأقامت ندوة عن محو الأمية و »احتياجات افريقيا التنموية« ومن واشنطن اطلقت لورا بوش نواة صندوق أممي لمحو الأمية, فعلت ذلك وكأنها تضع اللمسات الأخيرة لتنصيع ثماني سنوات من ثقافة التهديد والوعيد و »الضرب في المليان« كل عام وأنتم بخير وعسى العالم يعود لرشده.