وما تقدم قد يكون سببا دفع بالقادة العرب لتضمين بيانهم الختامي بوجوب عقد قمة ثقافية عربية لم يحدد مكانها وزمانها بعد.
مجرد الدعوة تعني ان ثمة خطب جلل يعتري هذا القلب الذي تمثله الثقافة, وان ثمة ما يحيق بها من تحديات كبيرة تجعل من تآكلها كليا أمرا وشيك الحدوث, في ظل المد التقاني والمعلوماتي الذي يكفل للغرب غلبة ثقافية على ما سواه.
وفي الوقت الذي تتصارع فيه الأمم الأخرى مع هذه المفرزات بجدية وتتفنن في خلق آليات جديدة للمحافظة على ملامحها الثقافية أولا, ولتدخل كمشارك فاعل في رسم تلك اللوحة ثانيا , نجد أن العرب, وبإمكاناتهم المادية والفكرية, يفتحون شبابيكهم لذلك العصف دون ان يستطيعوا له صدا , ناهيك عن إمكانية المشاركة في صناعة الثقافة العالمية.
الذراع الثقافية العربية , المتمثلة في المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة «أليكسو» هي في حالة عطالة , فمنذ أربعين عاما , تراوح مكانها على صعيد تطبيق شعاراتها النبيلة في تطوير وتنسيق الأنشطة المتعلقة بمجالات التربية والثقافة والعلوم على مستوى الوطن العربي.
البيان الختامي لقمة سيرت الذي تضمن دعوة لعقد القمة الثقافية تلقفته الأوساط الثقافية من المحيط الى الخليج ببهجة يكدّرها الحذر من أن تكون القمة بروتوكولا جميلا لشعارات أجمل, ولكلمات مفعمة بتبجيل الثقافة بوصفها أماً لكل حاضر ومستقبل, وما أن تنقضي القمة حتى تدخل المقترحات والبيانات في دهاليز أدراج الجامعة العربية , وكأنك يا أبا زيد غزوت دونما غنيمة .