الكرة في الملعب العربي
ضــوء ســـاطع الخميس 1-4-2010م عدنان علي من المنطقي القول أن الكرة الآن بشأن عملية السلام في المنطقة هي في ملعب إسرائيل التي ينتظر العالم منها سلوكا مسؤولا يستجيب ولو بالحد الأدنى لمقتضيات هذه العملية وعلى رأسها وقف سياسة التهويد ولاستيطان. لكن..
وحيث من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية بتركيبتها الحالية وسلوكها وبرنامجها غير مهيأة للانخراط في مثل هذه العملية، وهي تكرس جهدها بالكامل لخدمة مآربها الاستيطانية التوراتية، فإن الكرة تنتقل إلى ملعب الإدارة الأميركية التي ينبغي عليها هذه المرة أن تثبت زعامتها وقدرتها على فرض ما تعتقد أنه يحقق المصالح الوطنية العليا للولايات المتحدة. ورغم ما قيل عن استقبال بارد حظي به بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض وترافق مع طلبات أميركية محددة من المفترض أن تجيب عليها حكومة نتنياهو خلال أيام معدودة،فإن التجارب السابقة تفيد أن الطرف الإسرائيلي كان بوسعه دائما التملص من دفع الاستحقاقات وأنه يعثر في كل مرة على طريقة ما«لمعالجة» الموقف الأميركي بما يملكه من نفوذ في أوساط صناع القرارات في واشنطن. وحتى إذا أعيته الوسيلة، فقد يلجأ إلى التصرف بمفرده في المنطقة عبر افتعال أزمة عسكرية مثل شن عدوان على غزة، أو أزمة سياسية داخلية مثل حل الائتلاف الحاكم والتوجه لانتخابات مبكرة أو ضم حزب كاديما المعارض، وهي عملية تستغرق في كل الحالات أسابيع وشهوراً يتم خلالها امتصاص الفورة في واشنطن والتعويل على انشغال أو إشغال الأميركيين بملفات أخرى.
ومثل هذه السيناريوهات المحتملة والمجربة في الواقع، تعيد الكرة عمليا إلى الملعب العربي، حيث يتوجب على القادة العرب الذين توعدوا بأنهم سيجتمعون ثانية هذا العام في قمة استثنائية أن يجيبوا بشكل واضح ومحدد على السؤال الذي ورد على لسان الأمين العام «المتعب» لجامعة الدول العربية حول البدائل أمام العرب في حال أخفقت عملية السلام مع إسرائيل، وهو سؤال أجابت عنه على أية حال الرؤيا السورية في القمة، حيث لم تبق إسرائيل من خيار أمام العرب سوى خيار المقاومة، على أمل أن تترسخ هذه القناعة أمام جميع العرب قبل قمتهم الاستثنائية المقبلة.
|