وبعد تعثر مشروعها الشرق أوسطي في سورية ولبنان والعراق ومصر وتونس وكل البلدان العربية التي تحاول تطويعها كما تشاء ها هي اليوم تدخل في سباق محموم مع الزمن بإطلاق التصريحات الهيستيرية ضد سورية علها تنجح في غفلة من هذا الزمن في تحقيق ما فاتها طيلة ثلاث سنوات تقريباً من عمر الأزمة في سورية.
وإذا كانت ذريعة الأسلحة الكيماوية هي الذريعة الجاهزة اليوم كما فعلت مع العراق قبيل غزوه فإن حدة التصريحات وتلاحقها تؤشر إلى مدى العجز الذي وصلت إليه من ناحية ومدى الإفلاس السياسي من ناحية أخرى.
فالتسريبات عن نشر مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز في البحر المتوسط ثم الاسراع إلى عقد اجتماع لرؤساء أركان عشر دول في الأردن من بينها أميركا ثم تبادل الأدوار بين الخارجية والدفاع والبنتاغون والكونغرس وأذرع التضليل الاعلامي لإطلاق التصريحات الطنانة عن احتمالات مفتوحة وخيارات مدروسة وغيرها من لهجات التهديد تؤكد جميعها أن هذه الادارة تحاول إعادة هيبة دولة عظمى مرغت اداراتها المتتابعة هذه الهيبة بالتراب، وتحاول قطف أحلام وردية عجزت عن قطفها بشتى سبل الارهاب وسيناريوهات التفتيت والتجزئة والفتنة والتضليل .
بقي أن نشير إلى أن حسابات الحقل الأميركي لن تنطبق مع حسابات البيدر ، وما ترسمه دوائر واشنطن على الورق وماتعد له من خرائط وخطط وخيارات واحتمالات سترتد عليها كما كانت الأمور دائماً عندما تكون الشعوب مؤمنة بقضيتها ومستعدة للتضحية بكل شيء في سبيل حريتها وسيادتها واستقلالها فهل يدرك أوباما ذلك أم سيكون كسابقيه ممن أدخلوا أميركا في المستنقع وكبدوها كل تلك الخسائر ؟!
ahmadh@ureach.com