واستثنائية لأنها أسست للهوية الجديدة للصراع مع الكيان الصهيوني, وارتقت بالقرار السياسي العربي إلى موضع الإجماع الشعبي العفوي والمباشر .
صحيح أنها مناسبة للاحتفال بالنصر والتحرير , لكنها أيضاً فرصة للمراجعة والتفكير بنتائج تجربة المقاومة ودروسها والآفاق التي يمكن بلوغها بها بوصفها نمطاً مستحدثاً من أنماط الصراع الذي يستهدف تحرير الأرض العربية المحتلة واستعادة الحقوق المغتصبة , إذ لطالما كانت المقاومة ومنذ نشأتها الأولى موضع رهان بين من يراها طريقاً ذا جدوى وفاعلية ومن يراها مغامرة غير محسوبة .
غير أن تكرار تجربة المقاومة ونجاحها سواء في تحرير جنوب لبنان أم في عدوان تموز 2006 أم في العدوان على غزة 2008 – 2009 , ومن ثم تحولها ليس إلى قرار سياسي شعبي فحسب , بل وإلى ثقافة تتداول وتنتقل وتتعمق مع كل جيل جديد ,حولها إلى طريقة وحيدة للصراع العربي مع إسرائيل , كنست في طريقها عمقاً واتساعاً كل الطرائق الأخرى القائمة على دبلوماسية الأمر الواقع أو الواقعية السياسية .
وقائع اليوم , وبعد كل ما شهدته المنطقة العربية من احتلالات وتهديدات وحصارات ومشاريع تقسيم وإعادة ترتيب , تثبت أن جناحي المقاومة , السياسي القائم على صون سيادة القرار واستقلاله والتمسك بالثوابت ،والمسلح القائم على رد العدوان وردعه في آن معاً , أسسا لواقع سياسي جديد في منطقتنا بات عصياً على محاولات الاختراق والتفتيت الخارجية , مثلما بات قادراً على ردع العدوان بقوة ذاتية بسيطة لكنها فاعلة .
الخامس والعشرون من أيار محطة للاحتفال والاعتبار معاً , وفرصة لتعزيز الرؤية القائلة بالمقاومة من جهة , ولكي يستدرك من استدركتهم الأحداث ما فاتهم من الحقائق والعبر ؟