تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرهان على التدريب

على الملأ
الأربعاء 26-5-2010م
أحمد عرابي بعاج

يعتبر الاهتمام بتنمية الموارد البشرية ركيزة النمو الاقتصادي والاجتماعي لأي مجتمع، وتشكل جسراً مهماً للعبور نحو اقتصاد مثمر وبناء.

وخلال سنوات التحول الى اقتصاد السوق الاجتماعي بدا واضحاً أن الرهان على التدريب هو الوسيلة المثلى لتحقيق النمو والتنمية والسبيل الفعلي لاستيعاب التكنولوجيا واستخدامها بكفاءة عالية للمضي قدماً استجابة لمتطلبات التحول الاقتصادي والاجتماعي المنشود.‏

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ينظر الى التدريب والانفاق عليه كنوع من أنواع الترف في مؤسساتنا؟ أم أنه استثمار ذو عوائد حقيقية ومحرك الاداء والفاعلية؟‏

اذا كان المقياس هو ما ينفق من الموازنة العامة على التأهيل والتدريب في القطاع العام، فإن هذا الانفاق حتى الآن رغم تواضعه لا يصرف في مكانه الصحيح، ومازالت برامج التدريب في إطارها الشكلي لا الفعلي وذلك اما لعدم قناعة الادارات أحياناً بأهمية التدريب. وإما لصرفه في تدريب غير معمق وعدم الاستفادة منه في زيادة الانتاجية والمردود الاقتصادي، اضافة الى غياب برنامج أو خطة تدريبية وعدم النظر الى التدريب كمنظومة متكاملة تبدأ من تحديد الاحتياجات التدريبية والتخطيط للتدريب وتنفيذه ومن ثم قياسه وتقييمه.‏

فإذا أردنا النجاح لعملية التدريب والتأهيل لابد من النظر اليها على أنها أحد مقومات التنمية والتطوير وتوظيفها للمصلحة العامة، وبالتالي عدم اعتبار الانفاق على التدريب كترف بل كاستثمار ذي عوائد حقيقية، وليس من الضروري أن تظهر هذه العوائد خلال سنوات محددة، بل إن أثرها يظهر عبر زيادة الانتاجية وتقليل الهدر والفاقد واستغلال الموارد المتاحة الى أقصى حد ممكن.‏

من هنا تبرز ضرورة زيادة الانفاق على التدريب والتأهيل، ولكن بطريقة صحيحة وعلمية وبشكل منهجي يؤدي الى استثمار نتائجه.‏

فما زالت الآليات المعتمدة في الانفاق على التأهيل والتدريب غائبة أو مغيبة، والاعتمادات المخصصة لها لا تنفق بالشكل السليم أو يتم نقلها بموجب مناقلات الى اعتمادات وبنود أخرى في الموازنة خلال العام المالي وهذا ما يشكل تجاهلاً لكل التعليمات والقرارات الداعية للاهتمام بالتدريب.‏

وبنظرة موضوعية لكل قطاعاتنا الانتاجية والادارية نجد أن الكثير من كوادرنا المدربة قد استقطبها القطاع الخاص أو بحثت لها عن فرصة عمل خارجية نظراً لغياب محفزات التدريب، فكثيراً ما نرى الضجر بادياً على وجوه بعض المرشحين لحضور برامج تدريبية إن فرضت عليهم، لأنها في بعض الأحيان تكون بدافع الابعاد والتهميش وبعيدة كل البعد عن المصلحة العامة.‏

إن نجاح أي برنامج للتدريب والتأهيل مرتبط بتحويل العاملين من مجرد التعامل مع ردود الأفعال.. الى مشاركين يساهمون في صنع الأفعال وهو بيت القصيد...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2302
القراءات: 1740
القراءات: 1815
القراءات: 1857
القراءات: 2126
القراءات: 1987
القراءات: 1995
القراءات: 1938
القراءات: 2037
القراءات: 1998
القراءات: 2258
القراءات: 2100
القراءات: 2129
القراءات: 2129
القراءات: 2235
القراءات: 2283
القراءات: 2265
القراءات: 2411
القراءات: 2500
القراءات: 2347
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2539

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية