الصحيفة التي يستبعد كلياً أن تنشر ما فيه افتراء على إسرائيل، اعتمدت على بحث أكاديمي مدقق للباحث الأميركي «ساشا بولاكوف سورسكي» ،الذي أورد وثائق رسمية تظهر التعاون بين النظام
العنصري البائد في جنوب إفريقيا والكيان الصهيوني، هذه الوثائق كان الباحث اطلع عليها ولم يستطع الحصول على نسخة إلا بعد تصفية النظام العنصري وفي ظل رئاسة نيلسون مانديلا.
ردة الفعل الرئيسية في إسرائيل يمثلها بيريس برفضه الكلي لكل ما أوردته الوثائق والبحث.. ولهذا الرفض الشديد عدد من الأسباب الممكنة منها:
1-أن الوثائق تؤكد مرة أخرى ملكية إسرائيل للسلاح النووي.
2-أن مشروع الصفقة تم في 1975 حيث كان بيريس وزيراً للحرب وهو الذي عرض المشروع على النظام العنصري،وفشل تنفيذ الصفقة كان بسبب ارتفاع اسعار العرض الإسرائيلي.
3-أن التعاون بين إسرائيل ونظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا كان نشطاً ومستمراً.
لكن..
لاإثبات وجود السلاح النووي في إسرائيل بجديد لأنه يندر أن تكون ثمة دولة في العالم غير مقتنعة بذلك.
ولا التعاون الذي كان يديره بيريس في تلك الفترة مع النظام العنصري بجديد أيضاً.
حتى الولايات المتحدة تعلم ذلك.. ومنذ 1979 أشارت إلى احتمالات تعاون نووي بين إسرائيل وجنوب إفريقيا، ثم عادت وعدلت موقفها من حيث إنها غير متأكدة؟!.
بكل الأحوال، ذاك التعاون غير خاف على أحد.. وقد تحدث عنه الرئيس نيلسون مانديلا بوضوح تام.. عندما ردّ على إسرائيل حين أثارت: أن ثمة تعاوناً عسكرياً بين سورية وجنوب إفريقيا في ظل
قيادة مانديلا، الذي أشار بوضوح لاستعداده للتعاون مع سورية التي وقفت دائماً مع نضال شعبه ورفضت التمييز العنصري.. في حين كانت إسرائيل تتعاون مع ذاك النظام.
الأهم من ذلك كله.. والذي يثيره نشر الوثائق التي تؤكد مشروع صفقة لبيع سلاح نووي لنظام عنصري إرهابي مرفوض عالمياً.. ولم يتصف قط بالحكمة والحصافة السياسية.
إن ذلك يرد بدقة على الذين يرون أن السلاح النووي في يد إسرائيل.. أقل خطورة!! لأنهم يدّعون أن إسرائيل «دولة نووية عاقلة ومسؤولة..!!»
هي تلك الكذبة التي تكشفها تماماً الوثائق ويحددها البحث الذي نشرته الغارديان.
الذي يوافق على بيع سلاح نووي لنظام «الأبرتيد» يكشف بوضوح نياته الإرهابية النووية.
هذا ما يحرج أو يجب أن يحرج الدول التي تسعى جاهدة اليوم لتقول إنها تخشى وصول السلاح النووي إلى يد الإرهابيين.. وتدعي أنها لذلك هي ترفض الصناعة النووية في إيران ولو كانت لأغراض
سلمية.
لا نريد سلاحاً نووياً في المنطقة.
تلك هي الحقيقة المعلنة من دول المنطقة وشعوبها والتي يعرفها العالم ولا يواجهها، إلا بعد استثناء إسرائيل!! تاجر الأسلحة الذي له أن يبيع دون سؤال: إلى أين يصل السلاح الذي يبيعه.. والذي يصل
جشعه إلى درجة عرض بيع سلاح نووي لنظام عنصري إرهابي مثله.. هو نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
ثم تفشل الصفقة لارتفاع الأسعار.
a-abboud@scs-net.org