تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الفائزون بالحسنيين: المال والجاه

معاً على الطريق
الخميس 20-5-2010م
عبد النبي حجازي

سألني أحدهم: ماذا يعني تبييض الأموال؟ قلت: أن تصبغها باللون الأبيض، قال ممتعضاً: أسألك جاداً؟ أجبته: ألخص القول عنه بعبارة دارجة على ألسنة الناس

هي( حلال على الشاطر)«تبييض الأموال» ياصاحبي نحن استوردناه من الأمم الأخرى وخاصة الأمم الغنية الراقية، وهو الذي جعل أقدامها تزل، وكان سبباً رئيسياً في الأزمة الاقتصادية العالمية، هو الذي يجعل الأوراق المالية (النقود)حبراً على ورق.‏

أريد مثالاً توضيحياً .‏

سأروي لك حكاية مستوحاة من الواقع استيحاء افتراضياً بمعنى أنها حقيقة قابلة للحدوث، موظف يختلس مبلغاً كبيراً من المال، ويخبئه لأنه لو حاول ( التنعم) به أثار الشكوك حوله، يحصل على إجازة طويلة بلا راتب ويسافر الى الخارج الى دولة أوروبية أو دولة خليجية مما يغرف فيها المغترب الأموال بالرفش ويعبئها بالأكياس.‏

- دلني أين هي تلك الدول؟‏

- لا تقاطعني: يتوارى(المختلس) فيها ستة أشهر، سنة ، أكثر.. ثم يعود عودة مظفرة ويخرج أمواله المخبأة ويشتري سيارة جديدة وبيتاً أنيقاً في العاصمة وبيتاً جميلاً في الريف، ويعيش حياته بالطول والعرض، أما إذا كان المبلغ دسماً فإنه ينشىء الشركات ويفتح المشروعات ويشتري العقارات.‏

قال محدثي مستنكراً:‏

- ولكن هذا ينافي القيم الأخلاقية، والمبادئ، والقوانين.‏

- هل سمعت بتبييض العلم والثقافة؟‏

- تعني الأساتذة الذين يبيعون الأسئلة للطلاب؟ أم الذين لا يمنحون الطالب علامة النجاح إلا إذا أعطوه دروساً وتقاضوا منه أجرها (وفق التسعيرة!)؟‏

- بل أعني ما يلهب رؤوس الطامحين إلى المجد المؤزر، يسافرون من أجله أسابيع.. أو يكمنون ويدعون السفر و مدة الظفر به أقصر وتكلفته أقل.‏

ورويت له حكاية مستوحاة من الواقع الافتراضي في حصول بعضهم على شهادة الدكتوراه ليتباهى بها ويرصع اسمه بالحرف(د) ومنهم من لا يحمل الشهادة الثانوية، ومنهم من لا يحمل الإعدادية ومنهم من لا يعرف أنه يحمل الشهادة الابتدائية، وكم يغضب من يرصع اسمه باللقب إن لم تخاطبه بـ(د. فلان) قال منفعلاً:‏

- هذه عقدة نقص.‏

- لا لا أرجوك لا تحرجني، إن بعضهم له موقع مرموق اجتماعي أو سياسي.‏

- حسناً هل الثقافة حكر على حاملي الشهادات؟‏

- طبعاً لا، الثقافة بحر لكل من يستطيب ركوبه، المرحوم أنطون مقدسي مثقف موسوعي ولكني لم أره يوماً يحفل بلقب( دكتور) وهذا حنا مينة مثقف موسوعي وروائي كبير لكنه يعترف أنه ترك المدرسة بسبب الفقر.‏

- هل هناك بلد غير سورية يسعى بعض مثقفيه أو مسؤوليه الى امتشاق اللقب؟‏

- للأسف لا، بل كم من فائز عندنا بالحسنيين معاً: تبييض الأموال ولقب(دكتور) قال لا بأسى:‏

- يالبؤسنا نسيء لاقتصادنا الوطني ونزيف واقعنا الحضاري.‏

- لا تبتئس ياصاحبي إن أولئك قلة لا يكن لهم المواطنون سوى الاستخفاف.‏

anhijazi@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2123
القراءات: 1070
القراءات: 1078
القراءات: 1064
القراءات: 1267
القراءات: 1092
القراءات: 1030
القراءات: 1308
القراءات: 1282
القراءات: 1136
القراءات: 1657
القراءات: 1189
القراءات: 1745
القراءات: 1230
القراءات: 1188
القراءات: 1289
القراءات: 1228
القراءات: 1310
القراءات: 1295
القراءات: 1305
القراءات: 1516
القراءات: 1675
القراءات: 1465
القراءات: 1387
القراءات: 1809

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية